قصيدة : مسجد أم درمان – 16 مارس 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين (30)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
شاعر مسيحي يتألم لـ ..
مسجد أم درمان
يا مسجــــداً مطلتُ بنوه بعهـده .. حتى غدا وهو الحسيـرُ المعـدمُ
بـــدأوك جدوأ بالصنيع وأحجموا .. ما كــــان أولـى أن ذاك يُتمــــــمُ
بينًــا تُشــيد إذ وقفت كأنك الطّـ .. لل المحيـــــلُ عفـاه هـامٍ مُرهَمُ
عُـــريان رأسٍ لا تــزال تضج من .. حَــــرٍ ومــــن قــــرِ لوجهك يلطِمُ
وعليـــك هــــاميةُ الـرباب مُرنّةٌ .. ومن السوافي الهوج ما هو أقتمُ
قد لوحت شمس النهار بحـرّها .. من جـانبيك ففـي شبابك تهـــرمُ
لا تتقي هذي ولا هـذي وهـــل .. يـوماً يُشـابه حــــاسـراً متعمـــمُ
لو كنت تنطق بالشكاة لهـالهم .. منــــك العـــــويلُ وأنـةٌ لا تُكتــــمُ
…………
* * *
شاعر القصيدة : صالح بطرس (ولد وتوفي في مدينة أم درمان 1894 – 1934 ، وعاش في السودان ومصر )
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 15 بيتاً ، وهي من “بحر الكامل” .
• شاعر القصيدة مسيحي، أثار شجونه وجود مسجد في أم درمان لم يتم بناؤه . وقد استدعت ذاكرته الحضارية المساجد الرائعة التي أقيمت في أزمنة سابقة ، فأشار – في هذه القصيدة – إلى أنها كانت تحفاً بديعة ، ذُهبت ولونت، وجملّت ، ومن ثم يهوله الإهمال الذي يحيط بمسجد أم درمان .
• يبرز سياق القصيدة أن الشاعر (شخّص المسجد) مع أنه بناءٌ لم يكتمل، فخاطبه، وصور مشاعره وكأنه إنسان يعاني الإهمال، ويواجه العوّز ولا يجد من يعينه . فيصفه بأنه عريان، وأن الحر والبرد يلطمان وجهه، وأن الشمس لوحته بحرها، فهرم في شبابه .
• فيما ذكر “معجم البابطين” من قصائد هذا الشاعر، تتكرر الإشارات الإسلامية، فله قصيدة أخرى عن (الهجرة النبوية) ! ، ومن ثم يختم قصيدته عن مسجد أم درمان بهذا البيت :
أمنارة الدين الحنيفِ تحيةً من شاعر لك قد غدا يترحمُُ
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد التاسع – ص 366 .