قصيدة : معربد اللحظ – 19 مارس 2020

قصيدة : معربد اللحظ – 19 مارس 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين(31)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
يصف الإغراء ويلعنه !!
معربد اللحظ
أنهـــــى إلــى القلـب خمارُ الشغفِ .. فيا خمـــــار الصـــرفِ منه انتصفِ
وخـــــذ بمـــــا أسرف ويك من دمي .. فـــــأنت مــــا بينـي وبين مسرفِ
معــــربد اللحـــــظِ بــــــأيٍ علقــــتْ .. ألحـــــاظــــه غـــــــودر أي متلـفِ
وأغـــــيد يخطـــــر فـــــي دور الطلا .. هــــز الـــرديني بـأسنــى مُطرِفِ
مغنجــــاً مـــــا ارفـــــضّ إلا بث لي .. من جفنـــــه النشـوة قبل القرقفِ
وهـــــو إذا مــــــا ثُقَّلــــت أردافــــه .. رجرجهـــــا السكر وسوقُ المِعزفِ
لــــولا انكســــــار منك يا أجفانَه الـ .. ـوسنـــى لمـــا جُـردت غيرَ مرهَفِ
وأنـــت يا قــــامتـــه قـــــــد غمـزت .. مــــرهـف جفنيـه الطلا فانقصفي
قـــم واسقنيهـــــا امتـزجت أكوابها .. مـــن لثتيـــــك فهـو أحلى مِرشفِ
وأشبب لظاها فهي مهما استعرت .. لو رسبت في البحر ما أن تنطفي
وإن سعـــت للمــــزج منـــــك قـدمٌ .. فـــلا أقيلـــــت عثــــرات الـرفـرفِ
…………                                                     
* * *
 شاعر القصيدة : عباس العاملي (كان حيا 1877م ، ولد في مدينة النجف جنوبي العراق، وعاش بين النجف وبغداد وإيران وبخارى) [ وجبل عامل جنوبي لبنان ] .
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 31 بيتاً ، وهي من “بحر الكامل” .
• والقصيدة في مدح بعض سادة المذهب الشيعي ، من ثم آثر الشاعر أن يبدأ بمقدمة في النسيب (الغزل) كما جرت طبائع شعراء المديح القدامى . غير أنه – إذا كان ما أثبته المعجم النص الكامل للقصيدة – قد أطال في مقدمته الغزلية ، وجاء هذا على حساب اختصار المديح ، على افتراض أنه الغرض الأساسي .
• ونقدر أن هذا الشاعر كان يعيش في القرن التاسع عشر ما بين مواقع عربية، وأخرى لا تتحدث العربية (إيران وبخارى وهي إحدى مدن أوزبكستان) ولعل هذه الغربة اللغوية هي التي دفعته أو أغرته باقتناص تعابير توصف بأنها الآن معجمية أو مهجورة ، مثل : الشنف وهو الحلقة المعلقة بالأذن ، والاستعاضة عن ذكر الشفتين باللثتين !! ، وذكر القرقف وهو من أسماء الخمر . مع هذا لا نستطيع أن نجرد هذه القصيدة من جمالياتها التي وصفت الإغراء في سياق رفض الإغراء ، وكأنه يستوحي تجربة سلفه الشاعر المتشيع الكميت بن زيد في مطلع مدحته في آل البيت :
طربت وما شوقاً إلى البيض أطربُ .. وغيري باللذات يلهو ويلعبُ
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد العاشر – ص 9 .

اترك تعليقاً