قصيدة : الزهرة الذابلة – 30 مارس 2020

قصيدة : الزهرة الذابلة – 30 مارس 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (34)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
فجيعة تتعلق بالعزاء !!
الزهرة الذابلة
من رأى الزهر في الحقول طــــروبا .. باسما والحياة فيــه تجـولُ ؟
من رأى الأقحوان في السهل يبدو .. كالعذارى بها الغـــرام يميلُ ؟
من رأى الورد والخزامى تهــــــادت .. داعبتها من النسيم الشمولُ
من رأى وردة هنــــاك تــــــلاشـت .. بعد لأي وقد عراها نحـــولُ ؟
هـــذه زهـــــرتي وكــــــانت جمـالاً .. وأريجاً على الــــورود تطـولُ
زهــــرتي ملكـة الأزاهيـــــــر دومـاً .. قد زكت منبتاً وطــابت أصول
زهــــرتي أرج الفضــاء شــــذاهـــا .. وتباهــــت بها عليـه الحقـولُ
جــــف مـــــاء الحيـــــــاة منها ولما .. ينجــــل بــــرعمٌ عليها ظليلُ
أيبســـــت غصنهـا الرياح سمـــوماً .. وأليـس بـه الــــريــــاح تميلُ
قـد بكتهــــا النجـوم طـلا نــــــــديا .. ودهى الفجر دهشة وذهولُ
…………                                                         
* * *
 شاعر القصيدة : جواد علي الأمين (جبل عامل – لبنان 1910 – 1948) .
• هذه القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 29 بيتاً ، منها خمسة وعشرون بيتاً في رثاء الابنة الطفلة (هند) والأبيات الأربعة الأخيرة تتعزى بوجود ابنه، ولتمس فيه أن يكون سنداً واستمراراً لوجوده ، والقصيدة من “بحر الخفيف” .
• وبملاحظة العمر القصير الذي عاشه الشاعر، فإن ابنته لابد أن تكون قد رحلت في زمن الطفولة ، كما نتلمس في قوله :
أنت للنفس كالرؤى كالأماني .. حاليات، وأنت حلمٌ جميلُ
بما يؤكد رحيلها طفلة ، ومن هنا كان التعبير عنها بالزهرة الذابلة ، وتكرار أنواع الزهور ، كالأقحوان ، والورد ، والتغني بجمالها ، وعدّها غصناً جف ماؤه !!
• وتستمر المرثية في استحضار مشاهد الطبيعة: إذ بكتها النجوم ، ونعاها الصباح في الروض، ورثاها الأصيل ، وحزنت الحقول .. إلخ .
• غير أن الشاعر يختم مرثيته بأربعة أبيات تبدو مناقضة لعاطفة الأبوة المكلومة؛ إذ ينادي ولده (فراس) ويقول له : أنت عزائي وسُلوّي !! ومع واقعية هذا الإحساس، واحتمال أنه يعبر عن حالة خاصة، فإنه يناقض شعور الفجيعة ، كما يناقض ما عبر عنه ابن الرومي في الموقف نفسه ، إذ رأى أن ولديه الباقيين يذكرانه، وليس يعزيانه – برحيل ولده ، فتزداد لوعته .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الخامس – ص 727 .

اترك تعليقاً