قصيدة : سأم قاتل – 9 ابريل 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين(37)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
بعد أن شبع من الحياة ..
سأم قاتل
سئمـت نفسي الحياة وملـتْ .. وكــــــذا الحـر في زماني يسأمْ
لا أرى أينمــــا أقلــــب وجهي .. غيــــر قــــيد مـن النفـاق تحكم
ووجــــوه سحقا لها من وجوه .. ورؤوس أحـــرى أن تُهـشـــــــم
وأُنــــاس مـــــا بين غِر جهول .. وسفيـــه علــى الكـرام تهجـــم
وحفــــاة مـــــن الورى وجياع .. ليس في الناس من يرق ويرحم
إن شــــر الـدواب من لا يفهم .. والـــذي لا يــــــرى الأصم الأبكم
هـو حــــالٌ أراده الله للنـــــــا .. س لأمــــر بــــه المهيمــن أعلم
لا رجاء في من ” تفــرنج” منا .. لا ولا فـي أخـي القديم المعمم
طال تمثيلنا الشقاء على الأر .. ض، فحتـى متى الرواية تختـــم
ومتى تسدل الستـــارة والأر .. ض، بمن فوق سطحها تتحطم؟!
* * *
شاعر القصيدة : حمزة الملك طمبل (ولد في مدينة أسوان ، وتوفي في مدينة دُنقلا 1897 – 1951 ) عاش بين مصر والسودان . تدل أحداث حياته ، كما يدل نسبه على أنه عاش حياة مترفة، وكان له قصر في دنقلا ، وأنه كان يحب الغناء والفن والمبدعين عامة .. إلخ .
• هذه القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في عشرة أبيات ، أوردناها كاملة، وهي من “بحر الخفيف” .
• يكشف التناقض بين مجريات حياته، ومضمون هذه القصيدة التي تعد بمثابة دعوة لليأس من الحياة ، وإغراء بإفنائها، على أن الشاعر (المترف) لم يسأم حياته ، فيحن إلى الرحيل تعبيراً عن حالة التشبع حتى السأم- بقدر ما يكشف هذا التناقض عن عجز في فهم الحياة ، والدور المنوط (بمن استطاع) القيام به .
• لقد أشار إلى المنافقين ، وإلى الغر الجهول والسفيه ، وعبر عن ضيقه بهم ، غير أنه أشار كذلك إلى الحفاة والجياع ، وإلى من لا يفهم ، والأصم الأبكم، فلم يتجاوز إدراكه لهذه المفارقات أنها “إرادة الله” دون أن يتسع عقله للتفكير فيما يجب عليه تجاه هذه الفئات العاجزة، أو القاصرة .
• وإذا كان يرى أنه لا رجاء فيمن تفرنج ، أو تمسك بنمط الحياة القديم، فإن هذا يوجب عليه أن يستكشف – عبر الفكر والعمل – الطريق الثالث الذي يقضي على مثالب الماضي وانحرافات الحاضر .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد السابع – ص 153 .