قصيدة : فنجان قهوة – 13 ابريل 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين (38)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
رسول العشاق ..
فنجان قهوة
ناولتني الفنجـانَ مـن يُمنــــاها .. فسقتني سر الهوى عينـاها
مقلتــــاها فتــــونُ كــــل فتونٍ .. معبد السحر والهوى مقلتاها
حـــدثتني بكــــل أمـــر عجيبٍ .. طــــرفها جاد بالحديث وفـاها
* * *
مَجـّد الله فـي الجمـــال وإني .. بجمــــالٍ لقـــــد عـرفت الإلها
حرت في حسنها وما كنـت إلا .. شــاعراً تائهـــــا بـأفق بهاها
فهوى فنجاني ومات انتحـــاراً .. خوف تمسـي بغيره شفتاها
لملمتــــه مبعثـــــراً ورمتـــــه .. خـــارج الدار لا يُطيق جفـاها
كان مهوى الشفاه يحيا عزيزاً .. وأرتــه الجفا فعاف الشفـاها
رب كــــرهها بالأنــــــام وكـره .. كـــل حـــي بحسنهـا إكراها
فتـرى في القنوط قلبي رجاءً .. وفـــــؤادي كمـا تراني يراها
* * *
شاعر القصيدة : فائق محفوض (سورية 1912 – 1983) .
• هذه القصيدة في ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” أوردنا صيغتها كاملة ، وهي من “بحر الخفيف” .
• سبقت الإشارة إلى تعدد القصائد الشغوفة بذكر القهوة في المعجم، منفردة، أو في حوار مع الشاي/التاي، في المعجم ، بما يغري بإمكان إجراء دراسة خاصة تعتمد على “القهوة” وتجلياتها في تأملات الشعراء وأحاسيسهم .
• القهوة [الذهب الأخضر] تحمل طاقة رمزية، ودلالة أصولية، ومغزى تكريمي، وقد عني بها كثير من الباحثين، ولكل وجهته .
• من السابقين إلى ذكر القهوة : محمود دياب في مسرحيته (الغرباء لا يشربون القهوة)،وقد عبر بها عن استهداف الأمة العربية لعدوان الغرباء أدعياء المسالمة.
• صدر عن القهوة كتاب بعنوان ” قهوة نامة” تأليف: عبدالله الناصر، ورواية ” بعد القهوة” تأليف: عبد الرشيد محمودي ، فبالإضافة إلى مسرحية محمود دياب يكون للقهوة حضور مشهود في الأشكال الفنية المختلفة .
• من أشهر أغاني عبد الحليم حافظ ” قارئة الفنجان” ، ومن أطرف مقترحات القهوة ما تقدم به الأديب محمود تيمور إلى المجمع اللغوي باستخدام مصطلح مركب من القهوة والشاي (القهوشية) بديلاً عربيا للكافيتريا!! ولكن أحداً لم يتابعه في مقترحه .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الرابع عشر – ص 412 .