قصيدة : ذرفت دمعي !! – 21 ابريل 2020

قصيدة : ذرفت دمعي !! – 21 ابريل 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين(40)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
السباحة في أعقاب الحوت ..
ذرفت دمعي !!
ذرفت دمعي على الوجنات يا حَزني .. لفــــرقة الأهــــلِ والخــلان والوطنِ
قد زاد همـي وأحـزاني لفقـدهـــــمُ .. مالي معينٌ سوى الرحمن يرحمني
ما كان أقسى على قلبـي فراقهـمُ .. صعب المذاق ومن قد ذاق يعــذرني
وفـرقة الأب منهـا الجسم منتحــــلٌ .. وفرقة الابن زادت في الحشـا غبني
وفـرقة الأخ والإخـــــوان زائــــــــدة .. كمثـل نـار بوسط القلــــــب تلسعني
يا حــزن قلبي عليهم كلما طلعــت .. شمس وما أنجمٌ لاحـــت لـدى الدجنِ
وحينمــا جـــــاء طير البين أدهشنا .. أتــى إلــــيّ بـأمــــر الله أرعبنـــــــي
أهلــــي أتـوني وجيـران لنـا وردوا .. يبكون ، ينعــــون دمع العين في هتن
والمـرء سجـي رهن الموت بينهـم .. مثل الغــــريب كأن من ليـس يعرفني
وودعـوني بـوقت عـاجل وأتــــــى .. جمــــع الأخــــلاء والقــــربى يودعني
………….                                                  
* * *
 شاعر القصيدة : ديب قصابين (1766 – 1841 ولد في قرية قصابين ، وعاش في سورية) درس في الكتاتيب ، وامتهن الزراعة ، ثم عمل في تدريس الفقه واللغة .
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 25 بيتا ، وهي من “بحر البسيط” .
• التجربة في هذه القصيدة تعرض لموضوع الموت ، وهذا أمر ممكن غير أنه يصعب سبر أغواره ممن لم يجربه ، وليس في الموت تجريب ، ولهذا – وعمدتنا في اكتشاف الغرض الشعري – القصيدة الأشهر في هذا المجال وهي رثاء مالك بن الريب – الشاعر الأموي – لنفسه ، حين أحس دبيب الموت في طريق عودته من خراسان، فراح يرسم بخياله وقع فقده على أسرته حين يبلغهم النبأ . كما اهتم بإبراز طابع الحنين للوطن .
• الشاعر ديب قصابين لم يستوعب هذا النهج ، ووجد نموذجه في قصيدة أخرى منسوبة إلى الإمام زين العابدين بن الحسين (رضي الله عنهما) في الغرض نفسه، بل إن ديب قصابين يسبح في تيار هذه القصيدة ، معتمداً – إلى جانب الموضوع – الوزن نفسه ، والقافية ، غير أنه لا يملك الدقة التعبيرية ، والسلاسة الباديين في القصيدة المنسوبة إلى زين العابدين .
• لا تزال تجربة الموت ، وهي غير قابلة للنقل أو التكرار – مثيرة بقدر ما أنها مخيفة بغموضها ، ولهذا يعد التسليم بجبريتها بمثابة دعوة للسكوت عنها .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد السابع – ص 564 .

اترك تعليقاً