قصيدة : بائعة “الكازوزة ” الحسناء !! – 23 ابريل 2020

قصيدة : بائعة “الكازوزة ” الحسناء !! – 23 ابريل 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين(41)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
رؤية خاصة للجمال الأنثوي ..
بائعة “الكازوزة” الحسناء !!
ومخضـــوبة الأطــــراف فينـانة الشَعرِ .. علـى الشط تخطو في دلال وفي خفرْ
يميـــس بهـــا سكـر الشبـاب فتنثنـي .. كغصـــن زهتـــه الريحُ، أو شـادن خطرْ
تكــــاد السبـــــاع المقعيـــــات حيالها .. تخــــف إليهــــــا صـــــابيات مـع البشر
جـــلاها الجمال النضر في ثوب فـاقةٍ .. وما حـاجة الغيد الحسان إلى الحِبَـــر؟!
وهل عابها أن تعدم الوشي والحلــى .. وقد أطلعـت من وجهها غرة السَحَـــرْ ؟
إذا هتفــــت بالظـــــامئيــــن تهـافتـوا .. عليهــــا كنحـــــل هـاجها مونق الزهر
ومــــا بهـــــم بــــرد الشـــــراب وإنما .. نفـــوس تـــوافت مـن رَداها على قدر
إذا هــــي هشــــت للـــــورود فــإنها .. – وإن نعمـــــت بالرِي – لا تحمد الصدَر
عفا الله عنهم إن شفوْا غُلة الصــدى .. فمــــن للجــــوى بيـن الجوانح يستعر؟
ترى الشُرب حول الوِرد شتى فلافظٌ .. حُشــــاشة معمــــــود وآخـــــر ينتظـر
ومن صـــادر عنـــــه بمهجــــة والـــه .. تكــــاد مــن الشــــوق المبــرح تنفطـر
…………                                               
* * *
 شاعر القصيدة : علي الجندي (1898 – 1973) ولد في قرية شندويل محافظة سوهاج ، وتوفي في القاهرة . عايشته عن قرب حين درس لي علم البلاغة في الفرقة الثانية بكلية دار العلوم (1957) وكان عميداً للكلية .
• القصيدة سجل منها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” 30 بيتا ، وأشار إلى أنها أطول من ذلك . وهي من “بحر الطويل” .
• تتميز شعرية علي الجندي بقدرتها على تسجيل أدق الخواطر ، وأقربها إلى السطحية، مع إكسابها قدراً من الحيوية، ومسحة من الإنسانية تجعلها في درجة أعلى من شعره التقليدي .
• حين زار مدينة دمشق في وفد مصري – مع استهلال زمن الوحدة – تعلق بالشاعرة طلعت الرفاعي ، وأصدر عنها ديواناً يصف الرحلة من خلالها ، وسماها “ذات المعطف الأحمر” التي حملت له الموت الأحمر . ونشر كتابه هذا بعنوان : “خمسة أيام في دمشق الفيحاء” .
• في هذه القصيدة تتصارع مفردات المعجم الغزلي التراثي ، مع نزعة التصوير الحديثة ، فكانت هذه القصيدة الطريفة ، ذات طابع مشهدي ، تخلله الحوار ، فاكتسبت شكلا متميزاً ، وأصلت شعورا إنسانياً راقياً وصادقاً .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الثالث عشر – ص 290

اترك تعليقاً