قصيدة : ظبي الدير – 14 مايو 2020

قصيدة : ظبي الدير – 14 مايو 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (47)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
من شعر الديارات ..
ظبي الدير
رأيت في الــدير ظبيا فاتناً خضعت .. لوجهه الشمس في حسن وتنويرِ
فقلــت يـــا من رمى قلبـي وتيمـه .. أمـــنن علـــــيّ بتبيــــان وتفسيرِ
إلى متى أنت بالتثليــــث مشتغـلٌ .. عن واحد بسمـــو الشأن مـذكورِ؟
أب ونجـــلٌ ورح القـــدس جـل جنا .. ب الحـــق عــن فندٍ فيه وعـن زورِ
ألا تـوحد ربــــاً واحـــــداً صمـــــداً .. فردا بـــرى الخلق عن علمٍ وتقديرِ
فافتـر عـن باســــم حلـــو مذاقته .. كــــأنه الشهـــــد أو قــــندٌ بتكرير
فقال: يا من رمى نفســاً موحـدة .. بالكفــــر اصــغ إلى أعلى التعابيرِ
إن قلت للقز: ذا أبريسم و دمقـــ .. ـسن حــــرير فلـــــم تنطق بتكثير
وجه الحبيب تجلى في ثلاث مرا .. يا، وهـــــو لــــم يتكثـــر بازغ النور
ثلاثة من مجال الحق قد عكست .. ذاك المحيــــا بتمثيــــــل وتصـوير
………..                                                       
* * *
 شاعر القصيدة : بديع الزمان الكردستاني (1905 – 1978) عاش في إيران .
• القصيدة كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 17 بيتا . من “بحر البسيط” . وعلى الرغم من طابعها الحجاجي ، فإنها لم تغادر فن الغزل .
• تبدأ القصيدة بذكر المكان (الدير) بما يعني أن الشاعر (المسلم) ذهب إليه طواعية، ومن الواضح أنه يحمل أمنية غزلية . وهذا ما كانت تجسده تراجم وأحداث كتاب “الديارات” للشابشتي ، وكانت هذه الديارات (الأديرة) في الصحراء قريباً من المدن ، ولم يكن يمنع المسلمون من دخولها . على العكس: كانوا يجدون ترحيباً وحرية أكثر ، وهذا جانب يستحق أن يُبحث من منظور اجتماعي ونفسي .
• شاعر القصيدة اشتبك في حوار مع حسناء الدير ، وكأنما ذهب ليناقشها في عقيدة التثليث ، ومع ذلك فإنها جادلته ، ولعلها قدمت له البرهان العملي على أن التثليث لا يسلب مفهوم التوحيد، حتى مع الاختلاف .
• ويتأكد هذا في البيتين (ختام القصيدة) إذ رنت نواقيس الكنيسة ، وارتفع تكبير المآذن في ذات اللحظة !
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الخامس – ص 110

اترك تعليقاً