قصيدة : أراك تعاطى الشعر – 4 يونيو 2020

قصيدة : أراك تعاطى الشعر – 4 يونيو 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (52)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
في هجاء العصر !!
أراك تعاطى الشعر
أراك تعــــاطى الشــعـر والقلب هائمُ .. علــــى زمــــــن فيـه الفصاح بهائمُ
علــــى زمـــــن فيـــــه البــــلاغة آفةٌ .. وأكســــد ســوقاً مخجل الدر ناظم
فــــلا شـــــاعرٌ تلفــــــى لـــه أريحيةٌ .. ولا بــــاذل تـــــرجى لـديه المكارمُ
فــــــأوفر حظــــــاً جـاهـل و أخسهم .. لدى الناس قدراً في المحافل عالمُ
تــــراه يغـــــض الطرف خافض صوته .. تحــــذر أن تعـــــدو عليــــه الآلائمُ
فواحســــــرتي للعلـــم حان ارتفاعه .. وبـــــان ظــــــلام للجهـــالة فـاحمُ
وواضيعــــة للمكـــــرمـات وأهلهـــــا .. مضوا فعفــت من بعد تلك المعـالمُ
ويا أسفــــي للشعــــر غارت نجومه .. ولـــم يبـــــق عَـرفٌ للـبداهة ناسمُ
فلست ترى من يخطف اللبَ سحرُه .. ولا حــــائكاً لا نســـج “صنعا” يقاومُ
ولا مفلقـاً حـاكى البكـي محمــــــداً .. إذا نــــوْره فـــــي مولد النور باسمُ
…………..                                                   
* * *
 شاعر القصيدة : بَكَِ بُصُ (واسمه : محمد بك بص بن محمد البصوبي الكبير) شاعر سنغالي (1864 – 1946) .
• القصيدة طويلة (38 بيتا) كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” . وهي من “بحر الطويل” .
• الشاعر واحد من المنتظمين في الطرق الصوفية التي كانت تهيمن على الحياة الاجتماعية والثقافية في السنغال – زمن الاستعمار الفرنسي – وكانت اللغة العربية إحدى علامات الانتماء العقيدي ، ومقاومة المستعمر .
• يعكس تطور الرؤية في القصيدة ثقافة الشاعر ، كما يعكس طبائع عصره الذي يستهين بالثقافة الأدبية ، ويحتفي بالعقيدة الإسلامية ورموزها ، فبعد الأبيات المسجلة في هجاء المجتمع العام لعدم اهتمامه بالشعر ، لا يلبث أن يلوم مثقفي زمانه ، متدرجاً إلى امتداح شخص الرسول عليه السلام – بكونه مثالاً للفصاحة والكرامة معاً .
• لقد حرص المعجم على تعقب الإبداع العربي في شتى مواقعه . فكان هذا الشاعر السنغالي (النادر) ويبقى السؤال : هل من وسيلة لإعادة السنغال إلى اللغة العربية، وإلى الجامعة العربية ؟
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الخامس – ص 211 .

اترك تعليقاً