قصيدة : فارس غرناطة – 15 يونيو 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين (55)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
الشروق من واحة الغروب !!
فارس غرناطة
خالدٌ أنت على رغم الــــــزمان .. بفـؤاد العُـــرب في كل مكان
إيه موسى يا ابن غسان الذي .. لك مجـدٌ حسـدته الشعريان
كنت شهمــــاً عـــــربيا بـاسلاً .. ذا جنـــان وجمـــــال ولسـان
ففـؤادٌ لـــــم يـــــرع قـط ولم .. يرهب الآلاف في يوم الطعان
وضيــــاءٌ بـــــاهرٌ فـي طلعـةٍ .. من سنـاها يستمـد القمــران
وبيـانٌ مشـــــرق لــــو صغته .. في نحور الغيد أزرى بالجُمان
* * *
يا عـروس الدهر يا غرناطـــة .. يا مراد الأنس يا فخر الـــزمان
يا مقـر السحـــــر والفن ومن .. ملك القـول فأجلـى وأبــــــان
كـم بنـاديك شـدا من شاعرِ .. أذهـل الألباب في سحر البيان
وأديــــبٍ لـــــو تـــــلا آيـاتـه .. سجــــد الــــبدر وخر الفرقدان
………….
* * *
شاعر القصيدة : أحمد محمد عسلية (حلبي سوري – 1915 – 1984)
• القصيدة بعنوانها في ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” وهي متوسطة الطول ( 35 بيتا) . من “بحر الرمل” .
• “فارس غرناطة” المقصود اسمه موسى بن أبي الغسان الغساني ، آخر القادة العظام ، الذين تصدوا لهجمة جيوش الفرنجة ، على آخر معاقل الدولة الإسلامية في الأندلس . وقد دفع ثمن الهزيمة (الحتمية) فلم تذكره المصادر الإسلامية ، ولم تشد ببطولته ، في حين صورت المصادر الأسبانية هذه البطولة بإكبار وإعظام .
• (غرناطة) موضوع لعدد من القصائد العربية الحديثة ، لا يصعب الاهتداء إليها . وقد زرت قصر الحمراء في غرناطة (عام 2005 في انعقاد دورة قرطبة لمؤسسة البابطين) ، وظللت واقفا على سقف مسجد القصر ساعة كاملة ، وكان الناقوس يعلوه ويدق بلا انقطاع ، والدمع يهمل دون توقف، وفي المخيلة صورة آخر مؤذن – تخيلته شيخاً عجوزاً- أطلق (الله أكبر) من شباك هذا المسجد، لأنه يخشى الصعود إلى سقفه!! مع أنني لا أعرف التعصب في أي اتجاه ، وأؤمن بمنطق التاريخ الخاص ، وأوقن بالعدل الإلهي .
• أما دموعي الخاصة فلا تزال حاضرة مع هذه الذكرى ، كلما استهلت ، ولله الأمر من قبل ومن بعد !
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الثالث – ص 29