قصيدة : الشيح أحمد حسن الباقوري – 22 يونيو – 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين (57)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
شاعر دينه الوطن !!
الشيخ أحمد حسن الباقوري
طوى الموت نجماً سما وازدهرْ .. فأخفى الضياء الذي قد بهـرْ
فــــزلزلـت الأرض زلـــــــــزالها .. لموت “البقوري” فخر البشر
لتبــــــــــكِ النجــوم أخـاً لامعـا .. تألــــــق فـي فـلك واستتـر
هــــو العــــالم الفـذ رمـز العلا .. هو النيل يبدو بأبهى الصـور
به الأزهـــــر ازدان فـي مجـده .. ففـي عهده قد نما وازدهـر
لنهـج التســـــامح يدعو الورى .. كمــــــــا أمـر الله فيمـا أمـر
فصيـح اللسـان، ذكـيُّ الحجـا .. قــــوي الجنـان سديد الفِكر
أميـــــر البيــــان يصـوغ الـدرر .. له في النفوس عظيم الأثر
رأتـــــــه الفصــاحة عمـلاقهـا .. رأتــــه الشجـــــاعة ليثا زأر
رأتـــــه المحــــــافـل زينـا لها .. خطيبـاً بغـزو القلوب اشتهر
…………
* * *
شاعر القصيدة :رياض سوريال (صعيدي مصري من منفلوط – 1912 – 1986)
• القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 20 بيتاً . من “بحر المتقارب” .
• هذا الشاعر (رياض سوريال) يزكي ويعلي من ظاهرة الشاعر القبطي ، الذي لا تتجاوز عواطفه الوطنية حدود معتقده الديني ، ويتضح هذا الجانب فيما سجله المعجم من قصائده: فإحداها عن شهداء الجامعة المصرية الذين استشهدوا في مظاهرات ضد الإنجليز عام (1935) ، وقصيدة أخرى في رثاء (سعد زغلول) ، وثالثة في (ذكرى المنفلوطي) . فالنزعة الوطنية في هذه القصائد غالبة ، وموجهة لاختيار الأشخاص والمناسبات .
• لابد من قدر من التسامح في تطبيق شرائط الشعرية، فما كتبه أقرب إلى النظم وتركيب المعاني ، مع مراعاة الإيقاع ، بصرف النظر عن انبثاق القصيدة من مركز وجداني أو عقلي ، يرسل ومضاته ، ويستردها في تعاقب الأبيات، على شرط الشعرية ، ووحدة القصيدة .
• فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري : “وزير الأوقاف”، ثم رئيس جامعة الأزهر في عصر عبد الناصر – شخصية عظيمة، وتفسيره للقرآن الكريم في مجالسه الرمضانية يجسد الرزانة، والإحاطة ، مع الحذر العلمي بما يتجاوز كافة معاصريه من مفسري الكتاب الكريم .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الثامن – ص 84 .