قصيدة : طغيان الأذلاء – 2 يوليو – 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين (60)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
آفة تاريخية ..
طغيان الأذلاء
قـــل لمن صــــاغ لنا التاريخ كـوفئت جزيلا
بِــــدع شتــــى وإرجــــافٌ تجمعـن فصـولا
لم أجد للصدق في مجموعها قسطا ضئيلا
وغــــدا تطبــــــخ للأجيــــال إمتـاعاً جميلا
كلهـــــا مــــــن وحـي أوطار تأبت أن تزولا
عشقــــت ضـاحكة الــدنيا، وظلا لن يحولا
ومضــــت تـــــــرسم للأجيـال تنينـا وغولا
* * *
كلمـا فـرقع عمـرٌ قَرَع الناس الطبــــــولا
وإذا نَفَـش صــــــدراً، زعمـوا النملة فيلا
وإذا تمتـم قـالــــوا : نثــــــر اللـؤلؤ قيـلا
وإذا سـار قليـلاً، ذرعـــــــوا الآفاق طولا
* * *
شاعر القصيدة : حازم سعيد ( ينتمي إلى قبيلة بني حمدان ، ولد في الموصل ، وتوفي في بغداد 1924 – 1976) .
• القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” وردت في 40 بيتاً . وهي من ” مجزوء الرمل”
• شاعر القصيدة عاش زمن أواخر السلطة العثمانية على العراق، وزمن الاستعمار، والملكية ، والجمهورية ، والبعثية !! فخبرته بمتغيرات التاريخ، وتزييف الأسباب وإسباغ البطولات على من لا يستحقها خبرة حقيقية مكتسبة بالممارسة والملاحظة .
• القصيدة ذات إيقاع سريع، وتحمل عنوانا رامزاً ، مؤسساً على مغزى سيكولوجي، فالأذلاء هم الذين إذا تمكنوا طرحوا كل القيم والمبادئ في سبيل أن يأخذوا سمت الأقوياء ، فتتحول النعامة إلى أسد ، وتستحيل الخنفساء إلى طاووس ، يباهي بجماله !!
• على أن الشاعر- في هذه القصيدة – لا يواجه (الشعب) بمسئوليته في التمكين لهذه النماذج العليلة بالسيطرة على مقاليد الحكم، والتحكم في الأرزاق والمصائر . يقول من بين أبيات هذه القصيدة :
حاجة المرء تريه القرد طاووساً جميلا
ومتى أنكرت الحاجة في البغل الصهيلا ؟
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد السادس – ص 84 .