قصيدة : يا صاحب الكوخ – 9 يوليو – 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين (62)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
من الحالمين بالعدل !!
يا صاحب الكوخ
يا صــــاحب الكـــــــوخ الحقير أرينا .. كـم ذا رهـنت من الشقاء بنينـــا؟
وكـــــم اتخـذت مـن التراب وسادةً .. وكم استطـبت من الحرارة طينا ؟
وكـــم استعضـت عن اللحوم بنبتة .. وكم احتملـت من الحياة شجونا ؟
وكم احتفــــــرت عن البـرودة حفرةً .. وكم اصطبرت على البلاء سنينا ؟
تقضــــــــي نهـارك بالمتاعب عاريا .. وتجـــــوب ليـــــلاً بالعنـاء حـزينا
تشقـــــى لشـــــييد القصـور كأنما .. تقضـي لأربــــاب القصـور ديونا
دفنـــــوك حيـــــاً بالمجــــاع وميتـاً .. وثبـوا عليـك فمـانعـــوا التكفـينا
تركــــوك حتـــــى بالممـات مجرداً .. وكـم ادعـوا فـي قـولهم تمـدينا
هل من شروط العدل غمط متاعبٍ .. منـك استـدرت يا شقي جبينا ؟!
كــــم مـــــــن أميرٍ بالقصور بجوره .. يأتـي شقيـاً بائســا مسكينــــــا
يقضــــي شتـــاءً بالمـدافئ ناعماً .. ويـؤم مـن دون المصايف ” فينـا”
أمــــن العــــدالة أن يعيـش منعماً .. ذو القصـر من مال المظالم فينا ؟
………..
* * *
شاعر القصيدة : عبد الحميد الكَنين ( عراقي ولد في مدينة العمارة ، وتوفي في بغداد 1908 – 1973) .
• القصيدة أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 24 بيتاً . وهي من ” بحر الكامل” .
• جانب (القضية) في القصيدة، وهي المطالبة بالعدل تجاه الطبقات المحرومة، يتفوق على قدرة الصياغة، وربما يعوض قصور الجانب الفني .
• هيمنت صيغة الأسئلة التعجبية على الأسلوب، فاكتسب نمطية ورتابة، يؤدي الإسراف فيها إلى تراجع الرؤية الشعرية ، في مقابل (تصيد) الصور الجزئية .
• لابد أن تلفتنا كلمة (الكوخ) ، فقد سبقه في هذا المضمار الشاعر محمود حسن إسماعيل ، الذي صدر ديوانه : ” أغاني الكوخ” عام 1935 ، كما أن محتوى هذا الديوان أكثر تنويعاً ، وأقرب إلى اللغة الشعرية بطابعها المجازي .
• مع هذا لابد أن نذكر أن هذا الشاعر موقفه العادل من قضية الفروق بين الطبقات في مجتمعه، على الرغم من أنه كان متعلماً ، وموظفاً له مقام ، وصحافيا له مصداقية .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد العاشر – ص 388 .