قصيدة : مصرع الحظ !! – 13 يوليو – 2020

قصيدة : مصرع الحظ !! – 13 يوليو – 2020

الصيد السمين ..من معجم البابطين (63)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
…أم خداع النفس ؟
مصرع الحظ !!
حظـي ومصرعه في لين اخلاقي .. وفيـض عطـفي على قومي وإشفاقي
ومن حبتـه الطلا أخلاف نشـــوتها .. عدا على الكأس طوراً أو على الساقي
بين النجـوم أنـاسٌ قـد رفعتهـــــمُ .. إلى السمــــاء، فســـــدوا بـاب أرزاقي
وكنت نوح سفـين أرسلـت حــرماً .. للعالميـــــن فجــــــازوني بـإغـــــراقي
وكم وقيت الردى من بت مضطربا .. فـــــي أسـره المـر لـم أظفـر بإطلاقي
* * *
يا أمـــة جهلتنــــــي وهـي عـالمـةٌ .. أن الكـــواكـب مـن نوري وإشراقي
أعيــــش فيكـم بــــلا أهلٍ ولا وطنٍ .. كعيـــــــش منتجــع المعـروف أفـاق
وليـس لي من حبيب في ربوعكــم .. إلا الحبيبيــــــن : أقــلامي وأوراقـي
ريشـت لغدري سهام من نميمتكــم .. فصـارعتني ومالــــــــي دونهـا واق
لم أدر مـاذا طعمتـم في موائدكـــم .. لحـم الـذبيحة أم لحمـي وأخلاقي !!
…………
* * *
 شاعر القصيدة : عبد الحميد الديب ، الشهير بشاعر البؤس ( ولد في قرية كمشيش ، وتوفي بالقاهرة 1898 – 1946)
• القصيدة سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 19 بيتا . وهي من ” بحر البسيط” .
• عبد الحميد الديب أشهر صعاليك الفن (الشعر) في العصر الحديث ، كان رجلاً بلا عنوان، بلا أسرة، بلا عمل . وإن شغل مهناً يدوية (بسيطة أو وضيعة) ومع هذا لم يحرص على أن يجعلها أساسا يبني عليه حياته . وحين اشتهر بشعره ونزعته لم يحاول أن يجعل من هذا الشعر مصدرا لحياة مقبولة !!
• عاش على هامش الحياة الحزبية، إبان ازدهار زمن الأحزاب أعقاب ثورة 1919 وإلى وفاته ، فكان يصنع الأشعار لتأييد من يدفع له .
• القصيدة في منزعها الإنساني تعبر عن جانب من فطرة هذا الصنف من الرجال، الذي لا يريد أن يستكشف حقيقة نفسه، بقدر ما يبحث عن علل خارجية لآفته، وبالقدر نفسه يبالغ في امتداح ذاته، وهذه إحدى حيل الحياة التي تسول لكل إنسان مبررات وجوده .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد العاشر – ص 357

اترك تعليقاً