إلى شاعر – 20 يوليو – 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين (65)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
محاولة في استبطان الصورة ..
إلى شاعر
أيها الشـاعر الذي ليــــس يهنـــا .. قبل أن يشمـل السلامُ البريه
في سجل الكفاح سجلت مجـداً .. بقصـــيد حــــــروفه نـــــاريـه
غن ما شئت وابتسم للأمــــاني .. فالأمــــاني أنشــودة أزليـــه
واتل للعالمين آيـــــــات حسنـى .. مــــن ملـف المـآثر العـــربيه
* * *
لا تقل عقني الزمان، وحسبي .. من صروف الزمـان ما أنا فيه
فـــــأنا مــــــا عهـدت دهري إلا .. حــــائلا دون كـــل مـا أبتغيه
كلمــــا رمـــــت مطلبـا وتدانى .. وقـف الدهر عـابسا يقصـــيه
وتصــــــــدت لـه الليالي غضابا .. تـرسل الشوك قـاسيا يدنيه
…………
* * *
شاعر القصيدة : جورح نجيب خليل (عاش عمره في الجليل ، شمالي فلسطين، ما بين 1931 – 2001)
• القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في خمسة مقاطع ، يتشكل كل منها في أربعة أبيات، تستقل بقافيتها، وتتوحد في الوزن. وهي من ” بحر الخفيف” .
• الشاعر الفلسطيني، الذي لم يغادر وطنه إبان محنته، يرسم صورة لمعاناته الوجدانية، والوطنية، والقومية، وإن وجه خطابه إلى (مطلق شاعر)، ويتضح هذا في مرجع الضمير، وتوجيه الخطاب في مقاطع القصيدة .
• تختلط في بناء مقاطع هذه القصيدة حالتان للشاعر- أي شاعر – فهو بين تطلعه الحالم بعالم مثالي، ومواجهاته لواقع لا يمضي على هواه بقدر ما يعانده. أما الحالة الثانية فهي معاناة الشاعر في صناعة القصيدة، ورياضة المعاني، وسبك البناء . وهذا الشاغل يفرض حضوره على كثير من الشعراء [ تحضرني في هذا المقام قصيدة ولاء للشاعر صلاح عبد الصبور- في ديوانه الأول – وقد أجاد فيها تصوير معاناة الشاعر إبان صناعة القصيدة] .
• لا تخلو القصيدة التي معنا عن مستويات من ضعف العبارة ، وتكرار المعاني، وعذر الشاعر في هذا مقبول لموقعه الاجتماعي والبيئي والسياسي والثقافي .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد السادس – ص 48