قصيدة : عابرة – 27 يوليو – 2020

قصيدة : عابرة – 27 يوليو – 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (67)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
مشارك بالأصالة ..
عابــــرة
إغواؤها..من هي؟…كانت هنـا .. تعطيــك..عفوا..ومضة الشرِ
تُشيــــع فــــــي مبسمهـا رقةً .. يا لهــــــف لهفـي إنه يضري
أرنـــــو إليها في هـدوء الدجى .. وبيـــن جنبـــيّ وهجة الجمر
أقولهـا ويــــلاه خــــــان الألـى .. يسلــــــون بالخمـر عن الثغر
وخـاب من يبنــــــي لـه معبداً .. مسبحاً باسم الهــوى العذري
وتلتقـي العينـــــان فـي نظرة .. أدرك منهـا فــــــرحة المغـري
فأسكب الشـوق على صدرها .. وألفُ حلمٍ منـــــه في صدري
يغسلـــــه جيــب بفستــــانهـا .. يوصـــل بيــــن النهـد و النحـر
يا لـيت يـا قــــوة هــــذا السنا .. أطلعت لي عبر الدجى فجري
فجـراً ولـو كان ضياء الــــدمى .. ومـوت هـذا الحب والطهــــــر
وأغـرز الطـرف بإصـــرار مـــن .. يقبـل بالشـــــر علــــى الشـر
أدنو إليهـا .. ربمـا من دمــــي .. في دمهـا هذا اللظــى يسري
* * *
 شاعر القصيدة : يوسف نمر دياب الهيتي (عراقي، توفي في بغداد 1931 – 2005)
• القصيدة سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 12 بيتا، أوردناها كاملة . وهي من ” بحر السريع” .
• تنتمي هذه القصيدة القصيرة بموضوعها إلى ما سبق التعبير عنه بحالة (الفاضلة)، غير أن الشاعر لا يكرر المقولات السائدة في هذا السياق، إذ يغلب على هذا النوع من القصائد الموقف الأخلاقي ما بين الإدانة، أو الدعوى إلى الغفران والتسامح، وقد يأسى بعض الشعراء لحال تلك الفاضلة، ويراها ضحية المجتمع، أو ضحية وضع ليست مسئولة عنه .
• أما هذا الشاعر، الذي اختار لقصيدته عنوان “عابرة” فإنه يضع تحت المجهر تلك اللحظة التي تمر بها تلك العابرة ، فيلحظها، ويبادلها النظر، ويميل بها إلى مشاركتها ما يحمل نحوها من شهوات ومشاعر. وفي هذا لا يتطرق إليه إحساس بهوانها، بقدر ما يصبو إلى إمتاعها والتمتع بها ، وهذا الانفراد النفسي هو ما يعطي تلك القصيدة القصيرة فرادتها ، وخصوصيتها .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الثاني والعشرون – ص 217

اترك تعليقاً