قصيدة : غب ودعني – 6 أغسطس 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين(68)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
حوار المعلن والخبيئ !!
من قصيدة : غِب ودعني
أيها الصادح الجديد على الغصن .. تمهـــــل .. لا تنخــــــدع بظـــــــلالــــي
لــــم يعـــــد لـــــي هــــــــــوًى .. يثير أغانيـك ويوحي إليك سحـر الجمـال
فالـــــــذي خلتـــــــــه ابتساماً .. وعطـــــــراً .. وربيعـا .. صناعتي وخيالي
أنا مرت يـــــــد الخريف بدوحي .. ورمــــــــت فـــــــوقه ذيــــول الليــــالي
* * *
أيهــــــــــا الصـــــــــــــادح الجـــــــــديد .. تمهـل ليـس هذا ندى الصباح الرطيب
تــــــلك أنــــــــــــاتـــــي العميقـــــــات .. تجسمـن دمـوعا يبكيننـي في مغيبي
والذي خلته اهتـزازاً من الغصن ورقصـا.. علـــــــــى غنــــــــــــا عــــــــــــندليب
ليس إلا ارتعــــاشة الألم الجـارف المـر .. فـــــــــــي حنـــــــــــــايا جنــــــــوبي
* * *
أيها الصادح الجديد .. تمهـــــــل ليـس هذا الهـدوء حلما وديعا
رق كالنسمة الـرشيقة حتى جـاوز الهمــــــس رقـة وهجوعا
هو صمت الغنـاء قـد ران على قبـري وراح يطفي الشمـــوعا
وأمر القبور ما شيد يوما بالغصون اللائي .. قد كن هن الربيعا
…………..
* * *
شاعر القصيدة : المأمون أبو شوشة (إعلامي قاهري 1926 – 1963) .
• هذا جزء من قصيدة طويلة، سجل منها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” 8 رباعيات، وهي من “بحر الخفيف” ، استقلت كل رباعية بقافيتها.
• عبدالله المأمون عباس إسماعيل أبو شوشة – كما سجل المعجم اسمه بالكامل – يكشف في هذه القصيدة عن حالة نفسية خفية هي نقيض لما شاهدته وسمعته بنفسي من إذاعة القاهرة ، إذ كان مشاركاً في برامج الأطفال وهو طفل، ثم انتقل إلى المشاركة في البرامج الفكاهية، وبخاصة برنامج (ساعة لقلبك) وأصبح مذيعاً وممثلا، وكما يقول المعجم ” قدم أعمالا تعد إلى الآن من التراث الإذاعي ” . كما أن المأمون أبو شوشة تخرج في كليتين من جامعة القاهرة على التتابع : كلية العلوم – قسم الجيولوجيا (1954)، وكلية الآداب – قسم اللغة الإنجليزية (1955) .
• بكل هذا الحضور القوي منذ الطفولة، والتجلي العلمي العبقري في الشباب، وهذه الروح السمحة الفكهة الراضية السعيدة المسعدة في زمنه الإعلامي، نصادف هذه القصيدة الحزينة اليائسة ، حتى يقول : أنا حظ التراب ، وأنا غيظ .. فيا للمفارقة.
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الرابع – ص 305 .