ضرب العُمد والأعيان !! – 16 أغسطس 2020

ضرب العُمد والأعيان !! – 16 أغسطس 2020

1- اللؤلؤة : ضرب العُمد والأعيان !!
” وعلى ذكر (العَلقة) أذكر أن الضرب في ذلك الزمان كان مباحاً، حتى ضرب العمد والأعيان، وكان هذا بعض ما يحدث في القرى المصرية من القسوة والاستبداد، وقد رأيت بنفسي، غير مرة، إذ كان لوالدي صديق يدعى (أحمد كامل بك)، وكان مفتش “تفتيش شاوى”، فكنت – وأنا بمدرسة المنصورة – أذهب إلى بيته يوم الجمعة، فأرى حوش التفتيش مرشوشاً، والبك المفتش قاعدا في صدره، وقد وقف اثنان من “القواسة” يحملان الكرباج والفلقة لضرب العمد اللذين يتأخر أهالي قراهم في دفع الإيجار، وكانت هذه طريقتهم في ذلك الحين … “
2- المحــارة :
– هذه الأسطر الأليمة، التي تفيض بالمرارة، وبنزيف الكرامة، وإهدار القيمة، حتى لعلية القوم، أو أهل الصدارة في الريف، نجدها في مطلع ما كتب أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد (باشا) تحت عنوان : قصة حياتي، وقد كان أبوه : السيد باشا أبو علي من أثرياء قرية (برقين) والدقهلية بعامة . فما كتبته لطفي باشا عن معاينة وشهادة إدانة لأساليب الإدارة في زمانه .
– هذا المشهد بذاته نجده في أهم خصائصه، ماثلا فيما وصف به توفيق الحكيم الحياة الريفية إبان عمله وكيلا للنيابة، في كتابه الممتع/الموجع (يوميات نائب في الأرياف) وذلك حين جمع مأمور المركز عمد القرى ليأمرهم بضرورة إنجاح مرشح الحكومة، وعلى سبيل الإغراء قال المأمور لهم : أنا معكم حتى أدخلكم البرلمان !! فظهر الجزع على وجه أحد العمد، وقال : إحنا عملنا إيه وذنبنا إيه حتى ندخل البرلمان ؟ فالتفت المأمور إلى وكيل النيابة قائلا: شوف البهيم، في جيبه كشوف الناخبين ، ولا يعرف ما هو البرلمان !!
– إنني أدعوك إلى أن تعيد قراءة “يوميات نائب في الأرياف” ، فإنها وقد ألفها الحكيم منذ ثمانين عاماً تقريباً، لا تزال حاضرة – في بعض أوجهها – إلى اليوم . وهذا ما يؤكد أن أساليب الإدارة في مصر هي جوهر المشكلة بين الحكومة والدولة
-أذكر عن لطفي السيد، الذي وصفه شوقي – أمير الشعراء – في إحدى قصائده، بأنه : ابن برقين الحكيم ، كان على صلة حميمة بأعيان قريتنا (تمي الأمديد)، ولذلك كانت غالبية الأصوات تذهب في هذه القرية إلى حزب الأحرار الدستوريين، عكس المألوف في الريف المصري من الانحياز لحرب الوفد، فكان نائبنا – إلى زمن ليس بالقصير – محمد حسين هيكل (باشا)، من قرية كفر غنام ، القريبة من (برقين)، حتى لقد ظننت من خلال وثاقة العلاقة بين هيكل ولطفي السيد، بأنهما على صلة قرابة ، وثبت أن هذا لم يكن صحيحاً، كما ثبت أيضاً أن قرابة الفكر، والإيمان بالعدل أقوى من أية صلة تنشأ بسبب الزمان أو المكان .
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب : “قصة حياتي” – الأستاذ أحمد لطفي السيد – الهيئة المصرية العامة للكتاب -1993 – ص5 .

اترك تعليقاً