قصيدة : دموع في الليل – 20 أغسطس 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين (72)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
المفكر .. عاشقاً !!
دموع في الليل
درر علـــــى خـدي وفي أهدابي .. يا ليـــــل تلمـع مثـل نجم خابي
فـــارفق بنا يا ليـل واستـر دمعة .. لا تستبـــاح لشـــــامـــــت عيابِ
يا ليــــل كــــم أرقـت فيك ضحية .. تجنـي علـي خواطري وحسابي
أيــــام أودعـــــت الظبـــاء مخيـراً .. قلبـا نقيــــاً لـــــم يقــــــع بترابِ
فسفكن من دمه العزيز وقلن لي: .. بـدم الهــــوى نزوان لا بخضابِ
أتضمهـم يا ليـل حين تضمنــــي؟ .. ويهــــزهم يـا ليـــل ذكر ذهابي
أم أنهم يا ليل قد جحـــــدوا هوىً .. عاشـوا به حينـــــا وراح صوابي
فاذكر لهم يا ليل إن طال النــــوى .. شعـري ، ونجواي لهم وعتابي
وبحقنـا يـا ليـل، فلتحمـــل لهـــم .. إن ساءلوا عني النجوم، جوابي
بين القلـوب وبين تقليب المنـــى .. أنفقـت عمـــراً أين منه شبابي
وسطرت تاريخ الشباب فلم أجد .. إلا دمـــــوعا في سطـور كتابي
* * *
شاعر هذه القصيدة التي يسوغها حسن النية، وجهارة ذكر صاحبها : الكاتب الصحفي، والمفكر الاستراتيجي : أحمد بهاء الدين (1927 – 1996) ،و هو صاحب قلم مؤسس في فن المقالة الصحفية، وتشهد له مجلة (صباح الخير) المصرية، ومجلة (العربي) الكويتية .
• القصيدة سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 11 بيتاً أوردناها كاملة . وهي من ” بحر الكامل” .
• سجل المعجم للكاتب الكبير ثلاث قصائد قصار ، ولعلها (كل) ما أمكن العثور عليه من شعره ، ومع الإشارة في التعريف به إلى تفوقه الدراسي المبكر ، وموقعه في تأسيس فن المقالة، فإنه اكتفى من شعره بهذه القصائد القصار المبكرة التي نشرتها مجلة (فصول) [ محمد زكي عبد القادر] عامي 1947 ، 1948 .
• وإذا كان الوعي والذكاء غير قابل للتجزيء فلابد أن (الفتى) أحمد بهاء الدين كان يدرك أن شعره محدود القيمة من الوجهة الفنية ، ومع هذا سعى إلى نشره ، وفي هذا دليل على أن العواطف الخاصة المتمكنة تطارد صاحبها حتى تخرجه عن تحفظه، وتسعى إلى الحصول على اعتراف عام ، كما أن هذا النشر المبكر يشهد للشعر بأنه يبقى اللغة الأرقى ، والأداء الأسمى في تعبيره عن الوجدان.
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الثاني – ص 476 .