قصيدة : المهاجر الأول – 31 أغسطس 2020

قصيدة : المهاجر الأول – 31 أغسطس 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (75)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
اللبناني .. بطلاً تاريخياً ..
المهاجر الأول
ضـــاقت ربــــوع الأرْزِ عن نزعاتهِ .. وطمـوحه العالي وعن رغباتهِ
ورأى ميـــادين الجهــــــاد قصيرة .. فيها تضيـق على مدى وثباته
ويــــدُ الشقاء تقض مضجع أهله .. والجهـــل ينشـر حوله ظلماته
فـــيدٌ تشــــدُّ خنـــــاقه ويـد على .. فمه الجـريح تلـحُّ في إسكاته
فـــأبت عليــــه نفسه أن يرتضي .. عيشــــا ينــــــوء بـذله وأذاتـه
فـــرنا يقلــــب في الفضـاء عيونه .. وروائــــع الأحـلام في نظـراته
طـــافـت بـــــه أحـلامه في عالمٍ .. يـــــزهو بثــــــروتـــه و حـرياته
فمضى يهيئ للرحيل عن الحمى .. عُــــداته والعـــــزم مـن عُـداته
متــــذرعا بالصبــــر يـــــوم رحيله .. عــــن أرزه الغالي وعن غـاباته
متــــذرعا بنشــــاطــــه متمنطـقاً .. بالمرهف المسنون من عزماته
هـــي نـــزعة في نفسـه موروثةٌ .. عن صــــيد لبنــــــان وغُر أُبـاته
……….                                                        
* * *
 شاعر القصيدة : إميل عضيمي ( لبناني من أهل بيروت، هاجر إلى كولومبيا “إحدى جمهوريات أمريكا الجنوبية” 1901 – 1990) .
• القصيدة سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 49 بيتاً. وهي من ” بحر الكامل ” .
• تصدر القصيدة عن تجربة معاشة، ومع هذا لم تسقط في فتات المعاني، وحدود التجربة المباشرة، وإنما قرأت الدوافع، والمعاناة، والتطلعات، والنتائج، وسبكت هذه المراحل في صياغة موقعة، ورصينة، يغلب عليها الطابع الرومانسي، غير أنها الرومانسية الواعية بالدوافع والأهداف، وحتمية المطالب، وليست رومانسية: الإنسان الضحية المستسلم لقدره .
• القصيدة مشبعة في امتدادها (49 بيتاً) فقد رسم فيها مشهد وداع المهاجر لأهله، وتمزق مشاعره بين ما يهجر مضطراً ، وما يتطلع إليه راغباً ، ويشيد بعصامية المهاجرين ، ويعلي من شأن شعراء المهجر، ونوابغهم، وعبقرياتهم،وما أدى إليه هذا من رفع اسم لبنان ، وأعلى ذكره في الغرب .
• يُعنى برسم العالم النفسي للمهاجر، وكيف يرى الثراء في بلاد الغرب ، والجمال، ومغريات السباحة مع التيار، ويرى كذلك – بعين خياله وفكره- نقائص قومه في وطنه العزيز، ومن ثم يشق طريقه ، وصورة الوطن والحدب عليه، وحلم إنهاضه يستهوي قلبه .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الرابع – ص 583 .

 

اترك تعليقاً