قصيدة : سوق الظلام – 3 سبتمبر 2020

قصيدة : سوق الظلام – 3 سبتمبر 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (76)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
تناظر : الدنيا والبغي !!
سوق الظلام
ســــوق الظلام طغت وطمَّ عُبابها .. وتـــــدفقــت بالســــالكين شعـابُها
وتســــابق الحُــــذاق في تلـوينها .. وتفننـــــــت فــــــي صبغهـا أربابهـا
فهـي القــــريبة والسحيقة موطنا .. لاحــــت معــــــــالمها وعــز طِـلابها
وهـي المليحـة قد تعذر وصلُهـــــا .. وهـــــــي العجـوز المستلـذ رضابها
وهي الجحيم لمن جفته حظـوظه .. وهــــي النعيـــــم إذا دنـت أسبابها
مجهـــــولـة معـــــروفـة منفــــورةٌ .. مألـــــــــوفة بهـــر الحكيـم عُجـابها
يهذي الأنام على الطروس بمقتها .. متضــــــافرين وكلهــــــــــم ينتـابها
وإذا هـم جهـروا الغـداة بلعنــــــها .. غصـــــت بــوفدهم العشـي رحابها
فهـي البغـي على الزمان مقيمة .. في الرجس خِيط على الفجور ثيابها
لكنهــــا تُـــــذكي لــــواعـج أمــةٍ .. ضــل الـــــرشاد كهـــــولها وشبابها
………….                                                    
* * *
شاعر القصيدة : الصادق بن البشير بن العربي مازيغ ( ولد في تونس العاصمة،و فيها توفي 1906 – 1990) وهو أحد متخرجي المدرسة الصادقية .
•القصيدة سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 17 بيتاً. وهي من ” بحر الكامل ” .
•القصيدة في (ذم الدنيا) وهذا غرض مألوف، أبدع فيه الشعراء مئات القصائد، قديماً وحديثا ، وربما ربطوا بين الصورة المبهرجة للدنيا، وإقبال الناس عليها، وتنافسهم في التقرب إليها، وصورة البغي التي يُنكرها الناس علانية، وينالون منها، ويبرؤون من الاتصال بها، في حين أنهم – في السر- يتهالكون عليها !!
•القصيدة بهذا المنحى تميل إلى ذم الدنيا، بعبارة أخرى : تعد قصيدة أميل إلى التشاؤم، ومن ثم توجيه الصور إلى الملامح القاسية المتناقضة، مع المشاعر الباطنة .
•الإيقاع في القصيدة يتجاوز البحر والقافية، إلى جماليات التكوين البلاغي، أو ما يدعى بـ موسيقى الحشو .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الرابع – ص 135 .

اترك تعليقاً