قصيدة : هل أنت شاعرة ؟ فإني شاعر !! – 21 سبتمبر 2020

قصيدة : هل أنت شاعرة ؟ فإني شاعر !! – 21 سبتمبر 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (79)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
حب بالشفعة !!
هل أنت شاعرة؟ فإني شاعر !!
[ موجهة إلى مي زيادة ]
قلبي بكل هواي لاسمك ذاكـرُ .. هل أنت شاعرة ؟ فإني شـاعرُ
يرتاح للذكـرى ويطـرب كلمـــــا .. وافـــــاه طيــــف من خيالك زائرُ
يا من تحدثت الرجال بفضلهــــا .. وبهــــا النســـاء النابغات تُفاخر
لك في سويداء الفؤاد وفكرتي .. وبمقلتـي وفمـي محــــلٌ عامر
إني امـــرؤ بـــــالنـابغـات متيـمٌ .. وإلى النـوابغ شـــــوقه متكـاثر
الحــــب أضنـــــاه وبــــرّح قلبـه .. وأمــــض آلامــــاً محــــب صابر
لم يبــــق منه الشوق إلا صورةً .. يأســـــى لهـا لما يراها الناظر
* * *
واهـا لذي أدبٍ يعيش وحظــــه .. قطــــع بــــــلا وصـل وجدٌ عاثر
ساءت معيشتــــه فكـــل حياته .. نفـــــس معـذبه وطرف ساهر
ما عـــــنده إلا عــــــدو كـاشـح .. أو صـاحب يخفي العداوة غادر
ذئبـــــان فــــي إضراره أو ثلبه .. هــــذا يــــروحـه وذاك يبـــــاكرُ
………….                                                          
* * *
 شاعر القصيدة : كاظم الدجيلي الخزرجي (ولد في دجيل شمالي بغداد 1884، وتوفي في فيينا، ودفن في النجف 1970) .
• القصيدة سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” وهي في 21 بيتاً . وهي من ” بحر الكامل ” .
• الإطار العام للقصيدة، وكما يوجهه مطلعها، في الغزل، وهو غزل موجه إلى (مي زيادة) اللبنانية، التي عاشت في مصر أهم مراحل عمرها، وأنشأت صالونها الأدبي، الذي جمع كبار مفكري زمانها ، وأرسى مفهوم (الصالون الأدبي) .
• من المعروف أن أعضاء صالون (مي) وقعوا في حبها – جميعاً تقريباً – ولكنها لم تحب أيا منهم ، بل أعادت بعضهم إلى صوابه، أما قلبها فكان مع الشاعر الفنان المهجري (جبران خليل جبران) الذي لم تشاهده على الإطلاق .
• غير أن هذه القصيدة للشاعر الدجيلي ذات بناء عجيب؛ إذ يعلن الشاعر صراحة أنه يحبها على البعد (دون مشاهدة أو تعامل مباشر). أما مسوغات عاطفته، فتنحصر في فنه الشعري ، ثم يشكو الصحاب ، وسوء الزمن ، وهذا من أغرب ما يمكن أن تحمله قصيدة حب !
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الخامس عشر – ص 23.

اترك تعليقاً