قصيدة : بغداد – 28 سبتمبر – 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين (81)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
المدينة الحلم !!
بغداد
بغـداد يــــــا بلــــد العُـلا بغدادُ .. يحلــــو التـرنم فيك والإنشادُ
المجـد بـاسمك لا يزال مــردداً .. شعـــــراً بـآفاق الـزمان يُعاد
رقت له الصحراء في همسـاته .. وتجـــاوبت مـن وقعه الأبعادُ
وشدت به الركبان وهو فرائض .. وخـرائد مثـــــل الجُمان جيادُ
حيـث النواسي الطروب يهــزه .. بيـن الجنـــــان تشوق ووداد
ومسـارب الغزلان في حلقاتها .. نشوى تحرك سحرها الأعواد
* * *
الليـــــل صــــاف والنجوم طوالع .. حــــول الرشيد وضوؤها وقاد
تفتـــــر عــــــن أمـل يلف خيالها .. زهـــــواً، فتـرفل إثرها الأبراد
أخــــذت تطــرز شهرزاد فصولها .. من غيـــر أن يلج العيون رقاد
والســـــامر المعمـود أرق جفنه .. طيـــــــف ألـم، وخـاطر معواد
كان الخيال الخصب في دفقـاته .. متساوقاً حيث الشعـور مـدادُ
………….
* * *
شاعر القصيدة : كاظم محمد حسين (عاش حياته في مدينة الكوت “العراق” 1930 – 1998) تخرج في دار المعلمين ، ومارس التدريس .
• القصيدة سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” وهي في 20 بيتاً . من ” بحر الكامل ” .
• “بغداد” شغف خاص لدى أهل العراق، يسبق الفخر بها الاعتزاز بالتاريخ العراقي في جملته وتفاصيله ، وصورتها المستقرة في الوجدان – كما جسدته هذه القصيدة – يبدأ من المتخيل ، فصورة أبو نواس – الشاعر الماجن – تتحول إلى رمز للظرف ، وحرية السلوك، وقوة الحضور ، وفي أعقاب صورة النواسي تأتي مسارب الغزلان ، ليأتي الرشيد ثالثا ، ومن بعده تظهر شهرزاد ، فيتغلب المتخيل الحكائي على المتحقق التاريخي .
• في البيت الثالث عشر يستعيد صورة (بساط الريح) التي أبرزتها السينما في فيلم (لص بغداد)، غير أن الشاعر يفطن – أخيراً – إلى : الفارس المغوار في حلباته – والصافنات عند النزاع ، فيتأخر الوجه البطولي للعاصمة التاريخية العريقة ، لتتصدر صورة شهرزاد والبساط السحري .
• لقد حكمت بغداد أقطار الوطن العربي أكثر من خمسة قرون ، وكانت جوهرة أرض السواد (الخصب)، وأرض الحضارة ،وفي مصر نقول إلى اليوم لمن يتدلل أو يظهر الترف : إنه يتبغدد ، فالبغددة ظلت حلماً حاضراً إلى اليوم .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الخامس عشر – ص 51
