قصيدة : الإحالة إلى المعاش – 1 أكتوبر 2020

قصيدة : الإحالة إلى المعاش – 1 أكتوبر 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (82)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
الرضا بالحد الأدنى !!
من قصيدة: الإحالة إلى المعاش
أحلت إلى المعاش بحكم سني .. وأقصتنــــــي اللوائح رغم أني
فتـيّ القلـب ذو عــــزم وحــــزم .. بحمــــد الله لـــــم أشعر بوهن
ومـاذا تـــــأخذ الأيـــــام منـــــــا .. إذا عشنـــــا بــــلا حسد ومنّ ؟
ومـاذا تــــــأخذ الأيـــــام منــــــا .. إذا عشنـــــا بـــلا كذب و مَيْن ؟
وما أرهفت قلبي في حيــــاتي .. بِغــــلّ أو بحقــــــد أو بضغــــن
فإن مـــــال الصديق دنوت منـه .. ولـــو قلـــب الفتى ظهر المجن
وإن جهــــلا لجهـــول عليّ يوماً .. وبالـــــغ في التعدي و التجنـي
وثـــــار علـــــيّ بهتــــانا وظلما .. واســــرف في حماقته تجـدني
خفضـــــت لــــه الجناح بغير ذل .. ملكت عواطفي وسددت أذني
وقــــابلـت الإســـــاءة بابتسـام .. وذا خلـــــق أراه لــــــم يعبنـي
…………                                                          
* * *
 شاعر القصيدة : كامل (لبيب)أحمد العشري (من سبك الضحاك ” محافظة المنوفية” 1913 – 1980) حصل على شهادة كفاءة المعلمين، واشتغل بالتدريس .
• القصيدة سجل منها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” 28 بيتاً . أما صورتها الكاملة فلم يتح لنا الإطلاع عليها ، وهي من ” بحر الوافر ” .
• تعددت قصائد الشعراء عن صدمة الإحالة إلى التقاعد، غير أنها عند هذا الشاعر تأخذ اتجاها خاصاً، يحمل شعورين مختلفين ، ألف بينهما الشاعر في ضفيرة واحدة، لعله لم يفطن إلى الفروق الدقيقة بين الحالين : قناعة النفس، والميل إلى المسالمة، والرضا بالمقسوم . أما المعنى الآخر الملتبس بهذه الحالة من مصالحة النفس، فهي قبول الحد الأدنى ، وإيثار الراحة على المجاهدة للحصول على الأرقى والأكمل والأجمل .
• الأبيات التي سجلناها تعبر عن القناعة،ومصالحة النفس، أما باقي القصيدة فيجسد حالة الرضا بالدون ، وإيثار الراحة . ونكتفي من هذا المعنى بقوله:
ويكفيني الرغيف بلا أُدام .. ويرضيني الطبيخ بغير سمـن
وإن فُقد الطبيخ فلا أبالي .. وإن عز الرغيف عصبت بطني
• في مطلع القصيدة توصف القافية بأن فيها (تضمينا)؛ لأن خبر إن جاء في البيت التالي، وهذا معيبٌ في عرف علم القافية .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الخامس عشر – ص 57.

اترك تعليقاً