قصيدة : على جدران مقبرة – 22 اكتوبر 2020

قصيدة : على جدران مقبرة – 22 اكتوبر 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (88)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
الإنسان والزمن ..
على جدران مقبرة !!
نشــر القـديس عبــــــاءته .. أجنحـــــة ســـــودٌ منتشـرة
غابت شمس .. ولـى قمرٌ .. سقطت خلف الحائط ثمرة !!
* * *
سيقـــــان الغــابة عـاريةٌ .. نيـران الغـابة مستعــــــــره
أضــرحة تعلــــــو أضرحةً .. أجفان الموتى منصهــــره !!
* * *
الليل يطول .. يجف .. يمو .. ت، تموت الأغصان النضره
الحلم يطول .. يجف ..يمو .. ت، تموت مزامير عطــره !!
* * *
النـاس الأخضر لم يبـرحْ .. ينسـج مـن آلامــــــي قدره
الهـدهد ضـلَّ وراء غــــدٍ .. أبـداً لمـا نقتـــــفِ أثـــره !!
…………..                                                                  
* * *
 شاعر القصيدتين :كامل سعفان ( ولد في محافظة كفر الشيخ 1927 ، وتوفي في القاهرة 2001)
• القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (26 بيتا) وهي من ” بحر المجتث ” .
• تتوالى أبيات القصيدة في مقاطع ثنائية، كل منها يعرض لفكرة جزئية تمهد لما بعدها، وهذا الجانب الفكري هو الذي حرص الشاعر على أن يشكل سياق قصيدته، مع أن مقدرته في انتقاء الصور، والظلال، والإيقاعات تبلغ به مستوى الجودة العالية .
• “المقبرة” عنوان متكرر لدى شعراء عالميين [ عرب وغير عرب]، يصور الشاعر على جدرانها وعي الإنسان بحتمية الفناء، ومع ذلك يفاجأ به وكأنه لم يكن يتوقعه
• تظهر في القصيدة بعض ملامح من قصيدة المعري في مقدمة مرثيته المشهورة : [غير مجدٍ في ملتي واعتقادي]، ونسلم بأن تجنبها – في هذا السياق – شبه مستحيل .
• رمز الشاعر للموت، وظلام القبر بالقديس الذي نشر عباءته، وغياب الشمس ، وسقوط الثمرة ، وهكذا تتكاثف الصور ، وتتوالد لتجسد المعنى المجرد .
• ويبقى الهدهد رمزاً للبحث عن الحقيقة الغائبة ، التي لم يدرك منها سوى حتمية الموت .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الخامس عشر – ص 76

اترك تعليقاً