قصيدة : من يعنيني – 15 فبراير 2021

قصيدة : من يعنيني – 15 فبراير 2021

الصيد السمين .. من معجم البابطين (91)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
أكبادنا تمشي على الأرض ..
من يَعْنِيني
فـــي هـــــذه الأولاد لـي ولـدٌ .. هــــــو زينـة الـــــدنيا وبهجتها
أشقى – وما يدري – لأسعده .. لكنــــــه للعـــــــين قُـــــــرتُهـا
* * *
ما روضـــــة بالحســــن زاهية .. فينـــــانــــــة تصبيـك نفحتهـا
ما طــــاقة بـالــــورد مـونقة .. تسمـــــو على الزهرات زهرتها
ما كــــل حسـن رائـع فُتنت .. نفسـي وجلـــــت منـــــه فتنتها
إلا شـــــأه – بحسنه- ولـدي .. ومـــــراد أحـــــلامـــي ومنبتهـا
* * *
ها إننـــــي أُلفيــــه عـن كثب .. فــــــي مشيـة زانته خطرتها
هـــا قــــد رآنـي فهـو مبتهج .. في غبطــــــة تعلـوه بسمتها
مثــــــل القطـا يسمو به مرح .. ولـــــه رشـــــاقتهــــا وخفتها
هـــا إنــــــه يــــــدنـو ليسعـدني .. بتحيـــــــةِ الحســن آيتهـا
هــــا إن صـوتــــــــا سـاحراً ملأت .. نبـراته نفسـي، ونغمتهـا
وتحيــــة، حيــا بهـــــا ولـــــــدي .. هي عالم بالحسـن أنعتـها
هو “مصطفى” نفسي وملهمها .. شتى الأمـاني وهو غايتها
* * *
 شاعر القصيدة : كامل كيلاني (1897 – 1959) ولد في حي القلعة بالقاهرة ، وفيها توفي. درس بعض الآداب العالمية الإنجليزية والفرنسية، كما تبحر في العربية، واختار أن يتجه إلى إبداع قصص الأطفال، مع اختلاف مستويات الطفولة .
• القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (13 بيتا) أوردناها بتمامها لما تحمل من دلالات قوية مع بساطتها الفنية ، وهي من بحر (السريع) .
• تتجلى خصوصية هذه القصيدة فيما تحمل من تعلق بالطفولة – من خلال طفله (مصطفى) الذي صنع من أجله هذه القصيدة ، وإن حمل البيت الاستهلالي فيها الإشارة إلى (الأولاد) بصيغة الجمع ..
• على بساطة المعاني (وهو ما يناسب الكتابة عن الطفولة أو الكتابة للطفولة) عكست صياغتها اللغوية ، والفنية على بعض الجوانب المميزة : ففي قوله : إلا (شآه – بحسنه- ولدي )؛ فكلمة شآه من قولهم كما في المعجم الوسيط : شأوت القوم شأواً : سبقتهم .
• وفي الأبيات الأربعة التي تتوسط القصيدة تبدأ بما النافية، ويأتي الاستثناء في البيت الرابع : إلا شآه ، وهذا من الفن العالي في صناعة الشعر لأن المتلقي يظل في حالة انتظار لاستكمال صياغة القصر(ما – إلا) وبهذا تنبسط الصورة لعدة أبيات .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الخامس عشر – ص 107

اترك تعليقاً