قصيدة : دمعة على فقيد الفن – 8 مارس 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين (94)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
رثاء أهل الفن ..
دمعة على فقيد الفن
في رثاء سيد درويش
أتحسب يمـدحني المــادحُ .. وشعـري ليس له صـادحُ
عـزاء لنفسـي قبل النفوس .. فإنـي علـى حظهـا نائحُ
فديتك (سيد) لـو كـان غادٍ .. بمهجتـه يُفتـدى الـرائحُ
أخـا الفن إن مصاب المسار .. ح فيك هو الحـادث الفـادحُ
سيعلـم بعدك من كان يجهـ .. ـل أنـك بلبلهـا الصادحُ
وأنـك مـانح جـيد الأغاني .. أعـز الــذي يهب المانح
وأنـك بينـا تـذيب القلوب .. يـذوب بها لبـك الـراجحُ
وأنـك تبكـي فيبكي الحزين .. وتلهـو فيلهو الفتى المازح
خشيت عليـك المنـايا فمتـ .. ـت وموتك يحيا به القادحُ
بحـق الشبـاب عليك وعهد .. كـلانا بـه ضـاحك مارحُ
أجبني فإن لديك الحديث الـ .. لـذي أنـا راغبـه الطامحُ
ترى هل سئمت المقام بأرضٍ .. ذواء الفنـون بهـا فاضحُ
أم الحلو في سهـر الليل مرٌ .. أم الحـب فـي أهله جارح
نعاك نسيم الصباح لزهر الـ .. خمـائل زال الشذى النافح
لروحك أشكو طـوال الليالي .. وقـد قصـر الأجل الصالحُ
فسلوى لقومٍ هــم الفاقدون .. وطـوبى لقبـرٍ هو الرابحُ
* * *
شاعر القصيدة: بديع عمر خيري– الشهير بالفنان بديع خيري (1893- 1966)
• القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (16 بيتا)، وهي من بحر (المتقارب) سجلناها كاملة لندرة وطرافة صياغتها .
• مع أن غرض الرثاء محدود الاستدعاءات ، ارتباطا بالمناسبة المؤلمة ، فإن رثاء الفنان للفنان اهتدى إلى معان طريفة، وإشارات دقيقة، فضلا عن تدفق الإيقاع .
• في المطلع إشارة إلى أهمية الفن في توصيل الإبداع اللغوي ، وفي البيت ( أخا الفن) إشارة إلى أهمية الأداء الجماعي ، وفي البيت (تذيب القلوب) إشارة إلى صدق الفنان في الاقتناع بما يؤديه ، وفي البيت الذي يليه (فإنك تبكي فيبكي الحزين) إشارة إلى قوة الفن في التأثير على المتلقيين .
• في ختام القصيدة عتاب إلى الوطن، الذي لا يعطي مبدعي الفنون حقهم من الرعاية والتكريم .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الخامس – ص 115