الطبقية المرفوضة – 18 مارس 2021
هامش (6):
الطبقية المرفوضة !!
في استخدامنا العام للمسميات (غرام دفين) بتقسيم الظواهر والمؤسسات والأشياء .. إلخ إلى طبقات تحددها استخدامات اللغة، ومن هذه الاستخدامات الشائعة التي ينبغي رفضها بحسم ، مصطلح (الجامعات الإقليمية) فهذه التسمية لا تجدها في غير مصر، لم نسمعها في وصف جامعة أكسفورد ، أو جامعة كمبريدج في إنجلترا، أو جامعة مونبلييه في فرنسا .. إلخ ، ولكن غرام أهل مصر بالتفاخر ، وما يقابله من التنابذ يغريهم بهذا الاستخدام الذي لا نجد له نظيراً في أنحاء العالم !
أذكر عندما رُشحت لدرجة أستاذ بجامعة الفيوم أن اعترض على تعييني بعض أساتذة الكلية [ من باب الدفاع عن الرزق ] ، فتحدثت إلى قريبي عميد علوم القاهرة آنذاك ، فقال ببساطة : ليس من حل في مشاكل الجامعات الإقليمية غير “الكلام على المسطبة” ، فمشاكل الأقاليم تحل على المساطب ، وليس في مجلس الجامعة !!
عجبت وتألمت، وإذ تذكرت جامعة كمبريدج ، وقد قضيت فيها فصلا دراسياً كاملاً، لم أسمع عبارة واحدة تضعف من قدرها وعظمتها ، تذكرت أيضاً جامعة أسيوط ( وهي بهذا المنطق الأعرج : إقليمية) وقد أجاد أول رئيس لها (سليمان حزين) التخطيط لها، وتكامل مؤسساتها ، بما تفوقت به على كثير من الجامعات. آفة ما يطلق عليه: الجامعات الإقيلمية، أن هيئات التدريس بها تبدأ بالانتداب، فيطغى المنتدبون بإخلاء المواقع لارتزاقهم ، متنكرين لتكوينهم العلمي ، ووعيهم المنهجي !!