شخصية مصر (6) – 28 مارس 2021
[ ” شخصية مصر” : كتاب مؤسس لا يكفي أن نردد عنوانه معجبين، الأهم أن نعرف محتواه ، لنعرف أنفسنا، وحدود ما نملك من إمكانات على أسس علمية . وهذا ما نقدمه عن طريق : ]
سين و جيم [6]– مع جمال حَمدان
يحاول جمال حَمدان أن يعيد إلى مصطلح “الإقليمية” دلالته العلمية، ويمحو عنه أدران السياسة وألاعيبها؛ بأن ينفي عنها الوصف بأنها إقليمية ضيقة، فهي مصطلح علمي أساسي، لأن الإقليم هو قلب الجغرافيا،” والإقليم الجغرافي هو الوحدة المكانية المتجانسة الكاملة والمثالية ” (ص24) .
ويصنع حَمدان (مفاجأة) منهجية طريفة بأن يقول:” الإقليم الجغرافي هو الوحدة المكانية المتجانسة الكاملة والمثالية، ومن ثم فإن العالم العربي كله يدخل تحت وصف الإقليم”. يستعين حمدان بمفهوم العالمية في الأدب والفن؛ إذ يقول: “إن أكثر الأعمال عالمية هي أكثرها محلية، وكذلك الأمر بالنسبة للجغرافيا، فالكلام عن شخصية مصر لا يعني إقليمية ضيقة، ولا يضع الوطنية في مواجهة القومية، ويحرص حَمدان على إبراء ساحته من أية نزعة إقليمية في اهتمامه بمصر خاصة، إذ يقول (ص25): ” ومع ذلك فقد عقدنا بابا كاملاً مطولاً ذا فصول يضع مصر بين العرب في الإطار التكاملي القومي الشامل” .
ولعل حَمدان – في هذا السياق – يرغب في إبراء ذمته من اصطناع الأمجاد الوطنية، والمبالغة في إعلاء شأن الإقليم، فيضع عدة اسطر يستهل بها (انتقاد) الأخلاق السائدة؛ إذ يحرص المصريون على إطراء أنفسهم، وإعلاء ميزاتهم ، أما الرذائل فهي من نصيب الآخرين .