شخصية مصر (7) – 2 ابريل 2021
[ ” شخصية مصر” : كتاب مؤسس لا يكفي أن نردد عنوانه معجبين، الأهم أن نعرف محتواه ، لنعرف أنفسنا، وحدود ما نملك من إمكانات على أسس علمية . وهذا ما نقدمه عن طريق : ]
سين و جيم [7]– مع جمال حَمدان
يلح جمال حَمدان على نوع من نقد الذات المصرية من ناحية أنها تحب أن تسمع ما يرضيها ، أو يرضي إعجابها بذاتها الوطنية، وبشخصيتها القومية، حتى لا تكاد توجد فضيلة أو ميزة على وجه الأرض إلا وننسبها إلى أنفسنا !! ومن ثم ننقل عن الرحالة والمؤرخين والأجانب ما يؤكد هذه الإشارات الطيبة التي ترضينا، فنحشدها كفضائل مصر. ومن ثم نهمل الإشارات العكسية التي أوردها هؤلاء السابقون أنفسهم. وقد تكون هذه السلبيات الأكثر كماً .
وفي هذا السياق يستخدم جمال حمدان وصفا متداولاً هو (الشخصية الفهلوية) وينتهي إلى أننا معجبون بأنفسنا أكثر مما ينبغي . ويرى في هذا أنه بمثابة مقتل حقيقي كامن للشخصية المصرية، وأنه ينم على عدم الثقة، ويؤدي إلى اليأس والإحباط والانحدار.
وهذا الشعور في رأيي ليس وليد هذا العصر، وإنما هو ميراث تاريخي، صنعته القرون والأجيال الكئيبة من الاستعمار، والتبعية، والاستبداد، والتخلف، والفقر .