قصيدة : تذكريني – 12 ابريل 2021
* * *
خدعوك فقالوا : ..
تذكريني ..
أفيضـــي من سياطك واجلدينــــي .. وزيــــدي عــــزلـــة، وتجنبينـــــي
ولكـــن لـــي لــديك رجــــــــاء روحٍ .. تحشرج في التراقي، فاسمعيني
إذا ولــــــى صبــــاك – ولا يـــــولي .. ودام لـــك الصبـــا – فــــتذكريني
وإن غــامـــت سمــــــاؤك ذات يومٍ .. بحــــب بـــــــائسٍ .. فــــتذكريني
وإن رفــــت شفــــــــاهك ضاحكاتٍ .. وقلبـــك ينــزف الدم، فــاذكريني
وإن ســـالت دمــــــوعـــك جارياتٍ .. على الوجنات حُمراً، فـاذكـــريني
وإن ومض السُهاد جـــوى وحبــــاً .. وأضنــــاك الأســــى، فـــتذكريني
وإن أحســست بين حشاك شيئاً .. يـــؤرّق أو يمـــزق ، فاذكـــــرينـــي
وإن طال النوى بك ، أو تـــــرامى .. ولـــوعك الحـــنين ، تـــذكــــرينــي
ومـــا الــــذكرى بآسية جـــراحي .. ولا الـــذكـــرى بمطفئــــــــة أنيني
ولكنـــي ســـأفرح – لو رُفـــــاتاً – .. إذا أحســــست أنـــــك تـــذكريني
وما فرحي شمـــــاتا لا .. ولكــن .. بـــأن الجـــدبَ أينــــعَ بعــــد حـــينِ
وأن الصخـــر لان ولــو لغيـــــري .. وفـــاض المــــاء منــــه عــــن يقينِ
………….
* * *
شاعر القصيدة : (الطبيب/الدكتور) سعيد عبده (1901 – 1983 ) ولد في مدينة المنصورة ، وتوفي في القاهرة .
- القصيدة كما سجلها “ معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (23 بيتا)، وهي من بحر (الوافر) .
- الشاعر طبيب، أديب، كان له نشاط إبداعي، وصحافي، وكان له باب ثابت في صحيفة أخبار اليوم الأسبوعية [ على أيامي] بعنوان : “خدعوك فقالوا .. ” يعرض فيه لبعض الأخطاء الشائعة في عالم تشخيص المرض ، واختيار الدواء .
- عاصر جيل الكبار من شعراء مصر ، وكان ينوب عن أحمد شوقي في إلقاء قصائده بالمحافل ، إذ كان شوقي ضعيف القدرة على الآداء ( على الأقل في مقابل حافظ إبراهيم ، الذي فاق شوقي في هذا المجال ) .
- قصيدته الغزلية تكشف عن طاقة لغوية محدودة، على الأقل : في انتقاء القوافي لتجديد نشاط المتلقي وإحكام الصورة والفكرة . فقد تكررت (اذكريني ، وتذكريني) عشر مرات ، على أن تعليله الأخير لهذه المطاردة العاطفية، يظل دليلاً على أنه لم يكن محظوظاً في علاقاته العاطفية . ولعله يستدعي طبيباً (عاشقا) آخر – إبراهيم ناجي – في غزلياته .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الثامن – ص 427.