الظرف المصري في أبيات غزلية – 1 مايو 2021
1- اللؤلؤة : الظرف المصري في أبيات غزلية ..
” من شعر الشاعر المصري ابن سناء الملك في الغزل قوله :
لا أجازي حبيب قلبــي بجرمه .. أنا أحنى عليه من قلب أمـــه
ضــنَّ عنـــي بـــريقــه فتحيلـ .. ـت إلى أن سرقته عند لثمـــه
وإلى اليوم من ثـــلاثين يوماً .. لم تزُل من فمي حلاوة طعمه
إن قلبـــي لصــــدره ورقادي .. ملك أجفانه وروحي لجسمــه
يكسر الجَفن بالفتور ومالي .. عملٌ عند كســره غيـــر ضمه
2- المحــارة :
– هذه الأبيات لابن سناء الملك (550 هـ – 608 هـ) فهو من شعراء القرن السادس الهجري ، وقد عاصر البطل القومي صلاح الدين الأيوبي ، وأبناءه ، ومدحهم .
– يلفتنا شوقي ضيف فيما كتب عن هذه الأبيات إلى ما فيها من عذوبة وظَرف ، حتى غطى على التصنع المحدود في البيت الأخير ؛ إذ استخدم مصطلحي : الكسر والضم عند النُحاة ، ومع ذلك – كما يقول شوقي ضيف – أوقعهما في موضعهما ، فلا تحس فيهما تصنعاً ، ولا ما يشبه التصنع .
– الظرف والحلاوة ، والعذوبة من طبائع الفن المصري المترسخة في الوجدان العام ، وفي طبيعة الفن مهما اختلفت وسائله وأشكاله . وأذكر – وكنت أعد مادة كتاب عن قصص الأطفال ومسرحهم ، أنني قلبت الصفحات بحثا عن ذكر للطفولة في الشعر العربي القديم ، فلم أجد غير (المرقصات) – وهي تشبه (الحداء) تتغنى بها الأم وهي ترقص طفلها . أما أول شعر بالعربية عن الطفل ، فقد أبدعه شاعر عربي/مصري هو حَطَان بن المُعلى ( من شعراء القرن الثالث الهجري في مصر) وكلمته المشهورة :
وإنمـــا أولادنــــــا بيننــــــــا .. أكبادنا تمشي على الأرضِ
لو مرت الريح على بعضهم .. لامتنعت عيني عن الغمضِ
– تستحق أبيات حطان بن المُعلى عناية أكثر ، فهذا الشاعر بدأ قطعته الشعرية بذكر أنه أبو بنات ( كزغب القطا) وأن هذا سبب تمسكه بالإقامة مع الفقر ، وإلا لضرب في الأرض بحثا عن الرزق . هذا في مقابل من كان يئد البنات !!
– هذه الطبيعة الفطرية السمحة هبة من الله سبحانه لأهل مصر ، لا ينكرها عليهم أحد، ولعل سرها في المكان ، وفي الأنشطة السائدة بين أهله، وهم – في جملتهم – بين الزراعة ، والصناعات الصغيرة (الحرف) وأداء الخدمات، فروح التكافل، وحس العشرة، والارتباط بالجماعة أصيل فيهم، وهذه الطبائع الخاصة توارثتها الأجيال فتأصلت في الجينات ، وقاومت عاديات الزمن .
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب :” عصر الدول والإمارات – مصر ” – شوقي ضيف – ص264 .
وكتاب : ” قصص الأطفال ومسرحهم ” – محمد حسن عبدالله – ص29 .