قصيدة : علالة ليلى – 10 مايو 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين (103)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
صدى شوقي والأصفهاني ..
علالة ليلى ..
ألا أيهــا “المجنــــون” أصبحـــتُ والأســــى .. أليفـــين حتـــى أستـــريح إلــى اللحـدِ
هـــل الحــــب إلا رعشــــــة عبقـــــريـــــــةٌ .. تـــذيب فــــؤاداً قُـــد مـــــــن حجرٍ صلدِ
بـــه ينجلـــــى ســــــر الحيـــــــاة لحـــالـمٍ .. فيغفـــي قليـــلاً ثـــم يمعن في السهدِ
هــــــل الحـــــب إلا نفحـــــة بعـــد نفحـــةٍ .. تهـــب علـــى الأرواح من جنـــة الخلـــدِ
فتســـري عليهــــا كلمــــــا الليـــل ضـافها .. فتحلـــم مثـــل الطفـل يحلم في المهـد
لقــــد كـــــنت أولــى النــاس بالحب طفلـةً .. فهل لي عنه اليوم – يارب – مـن بُـــــدِّ
* * *
أيا “قيس” هذا “ورد” لم يجن في الهـــوى .. ثمــاري ولـــم يقطـــف على قربه وردي
وكـــنت لــــه فـــي الحـــب – دمية معبد – .. فلــم يهنــه مائــــي ، ولــم يروه شهدي
ولـــكنـــــــه زوج وللــــــــــــزوج واجـــــب .. يخيـــل لــــي بيــــن الـــرعـــايـة والـــوُدِ
أتــــــرضـــى لــــي العـــــار الذي لا يريده .. إبـــائــــي وتهوى ذلـــة العــــار والكيد ؟
أُزف إليــــك اليـــــــوم عـــذراء لــــم يكــن .. ليُبلـــي تحنــــاني إليـــك هـــوى “ورد”
………..
* * *
شاعر القصيدة : برهان الأتاسي (1915 – 1984) ولد في مدينة حمص وفيها توفي ، عمل بالمحاماة ، وفي وزارة الداخلية ، ورئاسة بلدية حمص .
• القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (25 بيتا) ، وهي من بحر (الطويل) وهو بحر رصين، وافي التفاعيل ، يعين على تصوير المشاعر العميقة والأحوال الدقيقة .
• كان الحب – ولا يزال – موضوعاً أساسياً في المشاعر الإنسانية ، كما بين الرجل والمرأة [ طوال مراحل العمر، وتقلبات الأيام ] ، وفي حياة الشعوب – كل الشعوب – رموز مهيمنة على موروث العواطف والمشاعر ،وبالنسبة للثقافة العربية، تتصدر أخبار (قيس وليلى) التي استحضرتها هذه القصيدة .
• حين نقرأ ” علالة ليلى ” ، بمعنى ما تبديه من اعتذار وتعليلات تجاه قبولها الزواج من قيس نستعيد ما سبق إليه أبو الفرج الأصفهاني في كتابه (الأغاني) ، وهو المصدر الأساس لهذه الأخبار [ يتجاوز مائة صفحة ] طرح فيها كافة الاحتمالات ، والتصورات ، والنصوص الشعرية ، والأخبار التي تتعلق بالموضوع ، مما يجعل من صفحات أبي الفرج خير ظهير للمعرفة بقصة قيس وليلى عبر العصور . ولابد أن نستدعي مسرحية ” مجنون ليلى ” لأمير الشعراء أحمد شوقي ، التي تعيدنا بدورها إلى الأصفهاني .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الخامس – ص 126.