قصيدة : ليل يحتضر – 17 مايو 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين (104)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
.. أم نهار جديد ؟!
ليل يحتضر
تحت الخورنق والسدير وبين أحضان السكون
وتساقط الأوراق أو كالثَكلى تئن من الشجــونْ
والكأس يرقص والعيون غدت تداعبها العيــــون
وتـــراســـم القبـــلات لا يــــدري بها إلا القمـــر
* * *
الصمـــت ســــارٍ والشفاه على الشفاه تبعثـرتْ
وضجيــج أعيننــا تبـــــوح بمـــــا حويت وما حوَت
ولكـــم تعــــذبت القلــــوبٌ ســــوية وتحــرقـــت
أأُلامُ والسكـــران ليـــس يــــلامُ في دنيا البشـرْ
* * *
يا صـــورة العــــذراء يا نغـــماً تــردده المُقَــلْ
إنسيـــةٌ والنهـــد في صحـــراء صدرك كالجبلْ
والثغـــر آيـــات الجمــــال غـــدت تفسرهُ القُبَل
يا لهفـــة الحيـــرانِ فـــي كــف المتاهة والقدرْ
…………..
* * *
شاعر القصيدة : جاسم محمد الجاف (1944 – 1980) ولد في مدينة الخالص، محافظة ديالة شرقي العراق ، كان مستخدما في بلدية مدينة الخالص .
• القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (6 رباعيات ) ، وهي من بحر (مجزوء الكامل) .
• شاعر القصيدة كون ثقافته بنفسه ، وهذه فضيلة وعليها مآخذ ، فلم يكن يطيل النظر في معانيه ومراجعة صوره وأفكاره .
• التصور السابق – ونرجو ألا يكون مجحفاً بحق الشاعر – يبدو بدءاً في عنوان القصيدة، فالليل الذي يحتضر ينبئ عن نهار جديد، ومولد فجر، ولكنه آثر هذا العنوان المقبض، الذي لا يناسب المحتوى .
• كما نجد في السياق إشارة إلى صورة العذراء ، ولا مانع بالطبع أن يشير شاعر مسلم إلى صورة العذراء [ عليها السلام ] فقد تكون المحبوبة صورة للعذراء بمدلول اللفظ ، كما يتصورها الخيال ، وكذلك يشير إلى إنجيل متى والزبور ، ولا نظن أنه يعرف عنهما شيئاً ، أو أن المعنى في القصيدة يستدعي ذكرهما . ولعل تشبيه النهد بالجبل فيه مسخ أكثر مما فيه من إيحاء الجمال ، كما أن التعبير عن صحراء الصدر يمكن أن يحل في مكانه : بستان الصدر !! لكنه المزاج الشعري .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الخامس – ص 435
