الأحياء والأموات .. كما يراهما شاعر النيل !! – 22 مايو 2021
1- اللؤلؤة : الأحياء والأموات .. كما يراهما شاعر النيل !!
أَحيـــاؤُنـــا لا يُـــرزَقـــونَ بــِدِرهَمٍ .. وَبِأَلــفِ أَلـــفٍ تُـرزَقُ الأَمواتُ
مَن لي بِحَــظِّ النـــائِمــينَ بِحُفــرَةٍ .. قامَت عَلى أَحجارِها الصَلَواتُ
يَسعى الأَنامُ لَها وَيَجري حَـــولَها .. بَحـــرُ الـــنُذورِ وَتُقــرَأُ الآيـــاتُ
وَيُقالُ هَذا القُطبُ بابُ المُصطَفى .. وَوَسيلَــةٌ تُقضى بِها الحاجاتُ
2- المحــارة :
– هذه إحدى المفارقات التي التقطتها عين حافظ إبراهيم ، ملونة بمعاناته الشخصية في حياته المجهدة التي لم تعرف السكينة في غير سنواته الأخيرة ، وقد تكفلت مقدمة الديوان بوصف هذه المعاناة .
– هناك مفارقة كبرى تمثلها حياة حافظ إبراهيم نفسها ، وهي المفارقة بين طبيعته المرحة، وشعره الحزين ، فقد أفاضت الدراسات التي صورت (شخص) حافظ إبراهيم بأنه كان ” ابن نكتة ” لدرجة أنه كان ضيفاً على مائدة أحد الكبراء ، فشرط عليه أن يلقي بين كل لقمة وأخرى بنكتة جديدة ! وقد وفى حافظ بالشرط !! في حين لا نجد في أشعاره هذه النزعة المرحة .
– في الأبيات السابقة طابع تهكمي واضح ، وهو من وجه ملاحظة اجتماعية ، ففي الوقت الذي تفيض فيه النذور على أجداث (حقيقية أو موهومة) تحت القباب ، يتضور شاعرنا مسغبة ، فالمعروف أنه بعد إحالته إلى الاستيداع – عقب عودته من السودان متهماً بالتآمر على الإنجليز هناك – لم يكن له مصدر للرزق غير ما يمنحه الإمام محمد عبده من معونة شهرية .
– إنقاذ حافظ إبراهيم من مصير الفاقة يتجلى في وظيفة “أمين دار الكتب” التي شغلها عدداً من السنوات آخر عمره ، وكان مرتبه فوق الثلاثين جنيهاً (شهرياً)، وهو مبلغ ضخم بأرقام ذلك الزمن ، وكان حافظ إبراهيم يمارس عمله من المقهى القريب من دار الكتب ، حيث يقابل أصدقاءه ومعجبيه .
– من آرائه الغريبة التي تكشف عن مفارقاته : أنه كان يرى أن يقدر مرتب الموظف في أول حياته بأرقام كبيرة ، لأنه في شبابه يملك استطاعة التمتع بإنفاقها ، فإذا كبر في العمر وعجز عن الاستمتاع يكفيه القليل من المال ، يضمن به الأكل والشرب ، وهما حد الاستطاعة (للعواجيز) !!
– فيما أرى: تستحق (مفارقات حافظ إبراهيم بين حياته وشعره) دراسة خاصة أرجو أن يفي بها أحد الباحثين من النقاد الشباب .
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من ” ديوان حافظ إبراهيم” – الهيئة المصرية العامة للكتاب – 1987 .