شخصية مصر (22) – 23 مايو 2021
[ ” شخصية مصر” : كتاب مؤسس لا يكفي أن نردد عنوانه معجبين، الأهم أن نعرف محتواه ، لنعرف أنفسنا، وحدود ما نملك من إمكانات على أسس علمية . وهذا ما نقدمه عن طريق : ]
سين و جيم [22]– مع جمال حَمدان
سنضيف هامشاً بالنسبة للجغرافيا ، وأحد أهم الأوتاد في صناعة الأدب يخص تلك الإشارة إلى جزيرة شدوان في البحر الأحمر ، فقد دارت على صخور هذه الجزيرة وحولها معركة ضارية بين قوة دفاع مصرية ، وقوة اعتداء إسرائيلية – أثناء حرب الاستنزاف – وسطرت قوة الدفاع المصرية إحدى صفحاتها الرائعة ، فقد هزمت المعتدين ، ولم تتح لهم ملامسة شدوان . وفي هذه الجزيرة/الجوهرة كتب صلاح جاهين قصيدته الفريدة عن تلك المعركة ، وقد وضعها تحت عنوان (مصر)، فجعل من هذه الجزيرة والمعركة فيها رمزاً للحضور المصري ، والمستقبل الوطني في جملته وجوهره ، وهذا نص القصيدة :
كان يا ما كان وعلى مدى الأزمان
بلد وكانت أول البلدان
بكرية الدنيا لكين صلى ع النبى
كانت ترضع أمها الألبان
من قبل منها الأرض عاشت سداح مداح
تسكنها أشباح ناس على حيوان
و شعرها منكوش ولا عارفة اسمها
و العقل غايب والكلام هذيان..
إلا وتطلع جنب نيل مصر- للعجب-
مخاليق تقيس الأرض بالفدان
تعمل بيوت لها سقف ومحل للأدب
وفرن عيش ومراية للنسوان
تحسب بروج النجم والشمس والقمر
و تقول ح ييجى يوم كذا الفيضان
تبرى القلام البسط وتخط ع الورق
جوابات حكومة وفلسفة وبيان
تمان تلاف عام كل عام ألف تجربة
و لكل تجربة ألف ألف ميدان
………………..
يا مفتحين العين كلامى يسركم
و يا غفلانين نشوا على الدبان
و لا كل من لها خارط قالت أنا بلد
الرك ع المدنية والعمران
..و عمار يا مصر, عمار بنيلك وأمتك
عمار بأفراحك وبالأحزان
..آدى اللى دم الجندى ع الصخر أثبته
بحروف من النار فى نهار شدوان