قصيدة : الذكر الخالد – 24 مايو 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين (105)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
استحضار قدامة بن جعفر !!
الذكر الخالد
أذكراك أم لطف النسيـــمِ أم السحرُ .. تمر على النــادي فينشـــرح الصدرُ
أم المجد يتلو في حمــــاس ولهفــةٍ .. مفاخـــر أيـــام ، فضــــاع لهــا عطرُ
أجل هي ذكراك التي ليـس تمّحـي .. على صفحات القلب خُطَ لها سطـرُ
لها في علا التاريـخ أروع صفحــــــةٍ .. يتيه على الأجيــــال فخراً بها الفخرُ
ونالت من العلـياء أسمــــى مكــانة .. تتــوق إلــى أمثالها الأنجــــم الزهرُ
أبا الجود ما للجــــــود غيــرك راعياً .. فــأنت حمــــاه إن ألـــمَّ بـــــه الشرُ
وأنت لـــه حـــرز أمــــين ومــــوئــلُ .. يلـــوذ بـــك الـوفاد إن عمهـــم فقرُ
وأنت إلى المسكـــين بلسم جرحه .. يـــراك لــه ســـؤلاً إذا مســه الضر
وانت حمى الأيتـــام مـــن كل آثــم .. تفيــض لهـــم خيراً أناملـــك العشرُ
وأنت لنا بحــرٌ مـــن الجود زاخـــــرٌ .. وكــان لـــه مـــدٌ وليــــس له جــــذرُ
* * *
فقدناك مثل الغيث تهمــي مكارماً .. وتمطــر فينــا ما بـــــه يمحق العسر
…………..
* * *
شاعر القصيدة : فاضل المطلبي (1921 – 1990) ولد في لواء العمارة – جنوبي العراق ، وتوفي في بغداد ، قضى حياته الوظيفية معلماً بالتعليم الابتدائي .
• القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (25 بيتا) ، وهي من بحر (الطويل) .
• هذا الشاعر الحديث [ القريب من المعاصرة من الناحية الزمنية] يستدعي قضايا تراثية ، أثارها نقاد الشعر، بخاصة : قدامة بن جعفر ، صاحب كتاب (نقد الشعر) ، وفيه حاول أن يضع معايير تحدد محتوى كل فن من فنون القصيدة : المدح ، والرثاء ، والهجاء، والغزل .. إلخ .
• حصر قدامة الصفات التي يمدح بها في الجوانب النفسية [ العقل ، والعدل ، والشجاعة ، والعفة ] وكان في هذا متأثراً بالفلسفة اليونانية ، ومغلباً لها على واقع المدائح الشعرية العربية ، المشهود لها . كما كان قدامة – بنظرته الآلية الصارمة – يرى أن الرثاء نقيض المدح ، وبذات الصفات ، فليس بين المِدحة والمرثية من فرق إلا أن المرثية تتضمن ما يدل على موت الممدوح . ففي المدح نقول : هو شجاع ، وفي الرثاء : كان شجاعاً !! وهذه نظرة آلية بعيدة عن الصواب .
• يمكن أن تُقرأ القصيدة السابقة على أنها في المديح ، لولا هذا البيت الأخير في المقطع الذي بدأ بكلمة (فقدناك) ، فليس في بناء المعنى ، ولا في الجوانب العاطفية الانفعالية ما يدل على أنها مرثية .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الرابع عشر – ص 432.