قُبلة وحيدة – 27 مايو 2021
هامش (15):
قُبلة وحيدة !!
من المألوف عندنا – أبناء النشأة الريفية – ألا نقبل يد أحد غير الأب (والجد) في حين تكفي المصافحة لمن عداهما . وبهذا لم أقبل يد أحد غير أبي ، وقد درجت على ذلك، فلم أكن اقبل يد عمي – على حبي له . ولكن حدث أن وجدتني في موقف مفاجئ لم أستطع أن أعبر فيه عن حبي وإعجابي إلا بطبع قبلة على اليد !!
كنت أتجاوز الأربعين من العمر ، وكنت في الكويت وحيداً إذ عادت زوجتي وأولادي إلى مصر ، وبقيت منفرداً لأداء الكورس الصيفي ، وذات ظهيرة دق جرس الباب . فتحت ، فإذا أمامي الشاعر العظيم (محمود حسن إسماعيل) ، وكان يصحبه الصديق العلامة الأستاذ عبد الحميد البسيوني .
أذهلتني المفاجأة بفيضها ، وجمالها، وعبقها ، ورمزيتها ، فلم أجد من استجابة – وأنا لا أزال على عتبة الشقة – إلا أن أصافح الشاعر الكبير، وأقبل يده ، فكانت هذه القُبلة الإجمال التلقائي المعبر عن محبة تعجز عن وصفها الكلمات ..