قصيدة : فنون أعاجيب الزمان -14 يونيو 2021

قصيدة : فنون أعاجيب الزمان -14 يونيو 2021

الصيد السمين .. من معجم البابطين(108)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
اعتذارية تحاول أن تبدو عصرية !!
فنون أعاجيب الزمان
مـــا كـــنت أعلم والحــــوادث جمةٌ .. أبـــداً بـــأن المستحيـــل يكــونُ
كـــلا ولا يـــوماً حســــبت بأن أرى .. نفســــي عليّ مع الزمان تُعينُ
أو أنهـــا قســـراً تفــت بأعضــــدي .. وقنـــاتهـــا يـــوم اللقـــاء تلـينُ
حتى رأيـــت أبا الجواد على شفــا .. يمشي وللدهر الخؤون شؤون
متعسفـــاً بالهجــــر لا عــن علـــةٍ .. لكـــن أعــاجيب الزمـان فنـــونُ
متـــوغلاً فــي الصد لا يحنــــو ولا .. يثنيـــه لـــوماً نــــاصــح وأمــينُ
يا أيهـــا العلــــم الأشــمُ ومـن له .. حِـــلـمٌ كأمثـــال الجبــال رصينُ
أتُـــراك معــــــذوراً ولا تمـــتد بالـ .. معـــروف منك لأقــربيـــك يمينُ
هيهــــات ذاك أبا الجواد فلا يَمِـلْ .. بك للقطيعـــة كـــاشحٌ وضنينُ
ودعِ الجفا لذوي القساوة والجفا .. وأعِـــــد فإنـــك بالجميل قميـنُ
…………..                                                        
* * *
 شاعر القصيدة : كاظم الأمين (1815 – 1885) ، ولد في جنوبي لبنان، وتوفي في بغداد ، ودرس في النجف الأشرف ، وكان مرجعاً دينياً .
• القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (15 بيتاً) ، وهي من (بحر الكامل) .
• القصيدة اعتذارية، يتوجه بها الشاعر إلى أحد كبراء عصره، ممن كان يبره ، ثم تحول الحال بينهما إلى نوع من الجفوة ، والاعتذاريات فن قديم وأصيل في الشعر العربي ، وأقدم المأثور منه : اعتذاريات النابغة الذبياني إلى النعمان بن المنذر، وكان الشاعر ملازماً للأمير ، وإذ نُسب إلى الشاعر بعض الأقوال المرفوضة توعده الأمير بالقتل ، فهرب ناجياً بنفسه ، وبدأ يرسل اعتذارياته من بعيد .
• (موقف الاعتذار) من المواقف الصعبة شديدة الحساسية بالنسبة للشعر والشاعر ، ومظنة للخضوع والخنوع ، وهذا واضح في قول النابغة لأميره معتذراً :
فإنْ أكُ مظلوماً ؛ فعبدٌ ظلمتهُ .. وإنْ تكُ ذا عُتَبى ؛ فمثلُكَ يُعتِبُ
* ويمكن أن نستعيد هنا اعتذارية كعب بن زهير [ قصيدة بانت سعاد ] الشهيرة ، الموجهة إلى الرسول عليه السلام ، ويمكن أن نستعيد كذلك اعتذارية شكسبير إلى الأمير الذي كان يرعى مسرحه .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الخامس عشر – ص 12.
وانظر : اعتذارية شكسبير في كتاب : “الصورة والبناء الشعري”: محمد حسن عبدالله – الناشر : دار المعارف – 1981 .

اترك تعليقاً