قصيدة : معبد الحب – 21 يونيو 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين (109)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
قديم جديد .. مثل بزوغ الشمس ..
معبد الحب
غداً .. على سفح الهوى مـوعـــــدي .. ومهـــرجان الحــــب في مشهــدي
على السفوح الخضـــر لــــي معــبدٌ .. ضــــم أســــــاطير الهـوى الأرغـــدِ
عـــند انتهـــاء الـــدرب يعلــــــــو ذراً .. تغــــازل السُحــــب صبـــاه الـــندي
ومعـــبدي العــــذري مــا لامســـت .. ســـــوى عـــذار الطهــر فيه يــــدي
ذبحـــت أشـــواقي علــــى بـــابــه .. أيتهـــــا السحــــب علــــيّ اشهدي
فرشـــــت بالأهــــــداب أعتــــابــه .. صـــدري وســـادٌ للهــــــوى فارقدي
وقلبـــــي الهيمــــــــــان قيثـــــارة .. فــــــلاعبـــــــي أوتــــــاره ينشـــــدِ
سهـــــرت ليلــــي أستجيـر السنا .. أنظــــر مــــن شــــوق إلـــى الفرقد
وخمـــر كأسي من سلاف الجوى .. أرشفهــــــا كالنــــار مـــــــن موقدي
ومــــرت الســـاعــات عن وعــدنا .. طال انتظاري في الـــدجى فاصعدي
يا سحــــر عينيهــــا وأهـــــدابهـا .. ســــر الــردى في سحــــرك الأسودِ
أديمهـــــــا فـــــض بيـاض الندى .. ونــــام فـــــي محـــرابها المسهـــــد
صــــــاغ إلـــــه الحسن أوصالها .. وولدتهـــا الشمـــس فـــي مـــــولدي
………….
* * *
شاعر القصيدة : مؤيد عبد الواحد (1938 – 1994) ولد في بلدة أبو الخصيب جنوبي العراق، وتوفي فيي البصرة، وكان يعمل معلماً .
• القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (22 بيتاً) ، وهي من (بحر السريع) .
• القصيدة في الغزل، وهو أقدم دوافع إبداع الشعر ، وأقربها إلى الفطرة ، وأقواها في إلهام الشاعر المفردات والصور والمشاعر والرؤى الخاصة، التي لا تتشابه فيها مقولات عاشق ، مع مقولات عاشق آخر .
• في هذه القصيدة تبدو طبيعة الشاعر الشخصية ، وقد أشير إلى عكوفه عن الاندماج في المجتمع، وميله إلى العزلة، وهذا واضح في توالد الصور ، والاهتمام بالتشكيل الصوتي للأبيات .
• أهم ما تتميز به هذه القصيدة : الجمع بين النقائض ، فمع السفوح الخضر تعلو الذرى، وعند انتهاء الدرب تغازل السحب، ومعبد الحب عذري، ومع هذا ذبح أشواقه على بابه.. إلى آخر القصيدة . أما البنية الصوتية ، فقد راعت تدرج الأداء الصوتي ، وتعميق الحس الإيقاعي .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الخامس عشر – ص 252.