قصيدة : الحزن الثائر – 5 يوليو 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين(110)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
بل الحزن الحبيس !!
الحزن الثائر
بيــــادر الحـــــزن في العينين تتهمُ .. وفـــي القلــــوب جـــراحٌ ليــس تلتئمٌ
أين الذين مضوا في غير موعدهم .. أيـــن الأمــــاسي؟ والأحباب أين همُ؟
أيـــن المـــواسم تهفو في مرابعهم .. يــــزينها قمــــــر، والكـــون يبتســـمُ
فـــي كــــل أمسيــــة تنهـــلُ أغنية .. ويسهــــر الحــــب والسُمــــار والنعمُ
ويكبـــر الصفو.. والأطفال يطربهم .. صوت الوجود، ويحلو في الصبا حلمُ
أين الصبا الغض والأسمار تلثمه ؟ .. أيـــن العـــذارى وسحــــر طاهر يسمُ
أيـــن الطفـــولة والذكرى ملوِعة ؟ .. فــــي طيهــــا عبـــر، فـــي طيهـا ألمُ
يجـــيب تشــــرين أم أيلــول ينقذنا .. من الضيـــاع ؟ أم الـدنيا ؟ أم الأمم ؟
يا قـــاطـــع الوعد مذ كانت قضيتنا .. هل في الـــوعود رجاءٌ، هل تفي ذمم
نشــك فـــي كل وعد والظنون نهى .. وغــــاية الشــــك ألا يعظــــم الـــندمُ
لا ينتهـــي أمــــلٌ، لــــولاه نعلنهـا .. في كــــوننـــا دولاً، صخـــراً به صنمُ
* * *
شاعر القصيدة : فوزي جرجس عبدالله (1942 – 1988) ولد في مدينة الناصرة شمالي فلسطين، وفيها توفي . حصل على الماجستير في اللغة العربية من جامعة تل أبيب، واشتغل بالصحافة وبالسياسة .
•القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (11 بيتاً) ، وهي من (بحر البسيط) .
•هذه القصيدة – على إيجازها – تصور حالة نفسية تشعر بالغبن والظلم، وأنها ضحية صمت عالمي تجاه أبناء فلسطين الذين يعيشون في إطار الدولة الصهيونية، والذين يعيشون قريبا منها كذلك .
•القصيدة تنتمي إلى “مأثور المعجم العربي” والذائقة العربية، والروح العربية، على الرغم من أن الشاعر ولد زمن إرهاصات الأزمة، وتوفي بعد أن ذاق مرارة النكسة، وإن شهد انفراجة نصر أكتوبر .
•نجد عبارات : البيادر – المواسم – المرابع – الأمسيات – السمار ، وهي مفردات ذات اكتناز عاطفي/روحي من الموروث العربي .
•يشير في القصيدة إلى تشرين (معركة اكتوبر) ، كما يشير إلى أيلول، ويعني أزمة 1970 التي أودت بحياة عبد الناصر ، كما يعلق معاناته في عنق هيئة الأمم ووعودها المبددة . ومع هذا فإنه لم يفقد الأمل .. الأمل في ماذا ؟!