قصيدة : الدمن الحبيبة – 12 يوليو 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين (111)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
قول واحد : لا شيء يعدل الوطن !!
من قصيدة : الدمن الحبيبة
قد شـــــاقني ذكر المعاهد والدِمن .. فغـــدا يحـــرك مــــن فؤادي ما سكنْ
دمــــنُ زهت حمي الذمار بها كمـــا .. عـــز الجــــوارُ فنعـــم ذيـــاك الوطــن
وطـــن هـو الفيحاء مسقط رأسنـــا .. وضيــــاء بهجتنــــا ومــربعنـــا الحسن
شهـــدت بحسن جمالها كل القرى .. فغــــدت تتيــــه نضــــارة بين المـــدن
وإذا رمـــيت مـــن الــزمان بنكبــــةٍ .. فارحــــل إليهـــا ينجلــي عنك الحــزّن
وانـــزل بــأولاها المزارع أرضهــــــا .. كسمائهـــا والطيــر يشدو في الغصُنْ
واعمد إلى “خوبار وائل” كم لهـــم .. من وقعــــة كُتبت على صحف الزمـــن
كم بــددوا، كم شردوا، كــم أوردوا .. أعداءهم حوض الحتوف علـــى الــزمن
وامـــرر بخـــوبار المجالبة الأُلـــــى .. شادوا المعالي واقتفوا خير السَــــنن
وعُــــج المَطي إلى اليسار مسلِما .. لـــذوي المكـــارم والمفــاخر والفِطَـن
مـــن شـــــيدوا للمجد بيتاً شامخاً .. ورقـــوا علــى هام العلا حتى استكـن
…………..
* * *
شاعر القصيدة : عيسى بن ثاني البكري (1882 – 1943) ولد في مدينة سمائل (الداخلية – عُمان) وفيها عاش وتوفي . عمل مدرساً وموثقاً .
• القصيدة اختار منها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” (23 بيتاً) ، وهي من (بحر الكامل) .
• العنوان الذي اتخذناه مدخلاً رامزاً لمعنى القصيدة من شعر أحمد شوقي، الذي كتبه للأطفال ، وكماله : هب جنة الخلد اليمن لا شيء يعدل الوطن
فالوطن هو الأبهى دائما في وجدان أهله. وهذا ما ينعكس بصدق فيما نشر المعجم من أبيات هذه القصيدة التي تقدم صورة زاهية ورائقة ومجيدة لبلاد عمان [ سلطنة عمان] .
• كيف عبر الشاعر عن هذا الإعجاب، وهذا الشعور بالتميز لوطنه العماني ؟ قد يصدمنا في العنوان وفي الافتتاح ذكر (الدِمن) التي نعرف من مأثور الشعر العربي ومن معاجم اللغة، ومن الحديث النبوي أنها : مكان النفايات، ومجمع البقايا المهملة، غير أن الشاعر في وصف هذه الدِمن بأنها (حبيبة) قد وضعها في علاقة تصويرية وشعورية تجعلنا نحاول استكشاف مدى هذا التموضع المستحدث .
• كما استعان الشاعر بذكر أسماء الأماكن والقبائل ، والأحداث التي تعطي هذه الدِمن صورتها المستحدثة التي ارتأها. كما أنه وجه قصيدته إلى مخاطِب تأكيداً على مستوى الحضور والخصوصية، والإيثار فيما خلع على وطنه من صور الجمال .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الرابع عشر – ص 262