أن تأتي متأخراً – 15 يوليو 2021
هامش (22):
أن تأتي متأخراً …
تشيع هذه المقولة على ألسنة الإعلاميين، على اختلاف وسائلهم، وترسل العبارة على إطلاقها ، وكأن كل حضور بعد تأخير يمكن أن يكون خيراً من عدم الحضور، وهذا يصح في مواقع أو سياقات أو أعمال، ولا يصح في مواقف قد يكون الغياب المطلق فيها خيراً من الحضور بعد فوات الأوان ..
سأقدم مثلا واحداً : الشخص الذي يصنع أمراً جميلاً ، ويتوقع أن يجد صدى طيباً عند الناس ، أو خاصة الناس، ثم لا يحدث هذا الصدى المستحق .. ماذا يمكن أن نتوقع من تأخير استحقاقه للتقدير؟ إنه قد يتوقف تماماً عن صنع الجميل، وقد ينقلب على صنعه غضباً لما ووجه به من إنكار، أو استنكار . وفي مثل هذه الحال لن يكون (الحضور متأخراً) خيراً من عدم الحضور، بل لعله أكثر ضرراً .