شخصية مصر (37) – 18 يوليو 2021
[ ” شخصية مصر” : كتاب مؤسس لا يكفي أن نردد عنوانه معجبين، الأهم أن نعرف محتواه ، لنعرف أنفسنا، وحدود ما نملك من إمكانات على أسس علمية . وهذا ما نقدمه عن طريق : ]
سين و جيم [37]– مع جمال حَمدان
يمضي جمال حَمدان في رصد ملامح تضاريس الأرض المصرية ، فيتوقف عند (تكوين البحيرات – ص215) فيعنى ببحيرة البرلس خاصة، وبحيرة المنزَلة كذلك، ويستعين بوصف “المسعودي” و”المقريزي” للمنزَلة ، ويرى أنها إلى قبل الفتح العربي كانت لا تُضارع أو تناظر – باستثناء الفيوم ، وذلك في مناخها وخصبها وثرائها، وفي “مروج الذهب” أن تنيس كانت أرضا لم يكن بمصر مثلها، استواءً، وطيباً، وتربة ، وكانت نخلاً وشجراً ومزارع، وكان فيها مجاري ماء على ارتفاع من الأرض . ولم ير الناس بلداً أحسن من هذه الأرض، ولا أحسن اتصالاً من جناتها ولا كرومها ، ولم يكن بمصر (كورة) يقال إنها تشبهها إلا الفيوم .
غير أن البحر اخترق خط التلال الرملية التي كانت تعمل كمتاريس طبيعية ، فزحفت مياهه وتوغلت إلى أن اكتسحت كل الأراضي المنخفضة ببلدانها وقراها ، تاركة عدة جزر عالية نجت من الخراب .
