قصيدة : طفح الكيل ! – 19 يوليو 2021
الصيد السمين ..من معجم البابطين 112
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
قصيدة بألوان الطيف ..
طفح الكيل !
…………..
آه لو تـــدري كـيف أطـــــــوي الليــالي .. أُتـــرع الكــــأس وهو مرٌ وعلقـــم
آه لو تـــدري كــيـــــــف أكتـب لحـــنـــا .. شـــب كالنــار في حناياي تُضــرم
آه لو تـــدري كــيف أخفـــــــض هـــاماً .. كـــان فـــي أمســـه مُهــابا مُكرَم
* * *
في يدي القيد والأسى ملء صــــدري .. كيف – بالله – أنتشي وهو مُفعــم
أنــا يــــا قلــــب مضغـــة بيـــــــن فكٍ .. لا ينـــي ذئبــــه ولا هــــو يـرحـــم
أنـا يــــا قلــــب دمعـــــــة فــوق خــدٍ .. ليـــس يــــدري بها ولا هــي تعلم
هـــزهــا الحــزن حين هــــز فســالت .. إثــــر جيــش من الهمـــوم عرمرم
خلنـــي صـــــامتـــا يجلجــل همـــس .. فـــي فـــــؤاد حــــواه صادٍ مكمم
ودع الغُــــل فـــي يـــدي إن ثغـــــري .. يــــرشف الشهد من أساه ويطعَم
إنـــه كفــــي الــــذي أوصــــد القفــــ .. ـل وشـــد القيـــود رجلــي فأحكم
إنـــه كفــــي الــــذي أشعـــل الــنــا .. ر بجســــم غــــدا هشيما وأعُظــم
…………..
* * *
شاعر القصيدة : فريد قرني عبد الباقي (1934 – 2004) ولد في إقليم الجيزة، وتوفي في قرية نزلة السمان . التحق بكلية الهندسة حينا ، وتخرج في كلية الآداب .
• القصيدة كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (31 بيتاً) ، وهي من (بحر الخفيف) .
• يوصف شعر هذا الشاعر بأنه: شعر مناسبات وطنية ودينية، غير أننا نلاحظ أن صياغته تعكس نضجاً فنياً، وقدرة تصويرية تتجاوز المألوف في سياق هذين الغرضين، بطابعهما الخطابي الغالب .
• المخاطب في مطلع القصيدة: قلب الشاعر، وهكذا يستمر، فالقصيدة بمثابة مناجاة مستمرة تشكو أوجاعاً ، وأنواعاً من المعاناة تصطلي بها ذات الشاعر ، كما تنعكس أصداؤها في الجماعة التي ينتمي إليها (الوطن المصري) ، وهذا ما يمنح القصيدة خصوصية في البناء تستحق رعاية تفصيلية .
• بعض أبيات القصيدة فيها وعيٌ لغوي وفني واضح ، إذ يستخدم (الغُل) في وصف ما يمنع اليدين من الحركة، و(القيد) فيما يمنع الرجلين، كما يجمع بين الأضداد في مفارقة تركيبية، كما في قوله : صامتاً يجلجل – يرشف الشهد من أساه ، بما يدل على درجة من الوعي بأسرار لغة الشعر ، وخصوصيتها .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الرابع عشر – ص 541