قصيدة : اللبنانية – 26 يوليو 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين (113)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
ما أشبه الليلة بالبارحة !!
اللبنانية
عاد عهد الشقا إليه فعــــودي .. وأندبيه يا طيــــر فـــوق العودِ
حوّلت شدوك الليـــالي نـواحاً .. فارجعي فأرجعــــي عن التغريدِ
كان روض المنى فبات وأهلو .. ه لُحــــود تسيـــــر بيـــن لحود
يرهق الدهـــر كـــل حر عليه .. فهــــو فيه المسيح بين اليهودِ
* * *
إيه لبنــــان ! كم بكيتَ وتبكي .. بين عهد مضــى ، وعهد جديد
كنت تبكي فيه وها أنت تبكيــ .. ـه على رغــــم بؤسه المعهود
يا حنينـــي إلــــى مغانيك لولا .. صـــارم فيـــــك سُـــل للتهــديد
وإلى الأفــق صــافياً فيك لولا .. ما بـــه اليــــوم من غمائم سُود
وإلى الماء طــيّب الـوِرد لـولا .. ما جرى فيه من سموم الوعيد
وإلى الريح من صـرودك لولا .. نفثــــات الفســــاد بين الصرود
وإلى البحر في شواطـيك لولا .. أنـــــه نــــم بالعـــــداء الشــديد
وإلى الأَرز شامخ الرأس لولا .. أنهـــم حمّلــــوه ذُل السجـــــود
…………..
* * *
شاعر القصيدة : فوزي المعلوف (1899 – 1930) عاش في لبنان وسورية ، واغترب إلى البرازيل ، وفيها توفي شابا عقب عملية جراحية .
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (20 بيتاً) ، وهي من (بحر الخفيف) .
• لا نعرف تاريخ إبداع هذه القصيدة التي تعبر عن وجع وطني ، وألم حبيس لما يعاني لبنان (الجميل) من أفاعيل أهله !!
• الشاعر من دوحة آل المعلوف، المشهود لهم بالمشاركة في بناء شخصية لبنان الثقافية ، وفي هذه القصيدة سواء قالها وهو في لبنان ، أو في المهجر تعني كيف أن الشاعر يظل موصولاً بوطنه ومعاناته أينما ذهب .
• ربما صورت القصيدة معنى أساسياً أجمله البيت المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب :
رب يوم بكيت فيه فلما صرت في غيره بكيت عليه
• غير أن المفارقة التي صنعت هيكل القصيدة تتمَثل في جمال الطبيعة وما تعكس من عزة وتفرد ، وانتكاس أحوال البشر، بما يضاد معطيات هذه الطبيعة الجميلة .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الرابع عشر – ص 607.