قصيدة : في انبثاقة الفجر – 30 أغسطس 2021

قصيدة : في انبثاقة الفجر – 30 أغسطس 2021

الصيد السمين .. من معجم البابطين (115)

المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .

* * *

يحلم بالقصيدة، ولكن متى ؟!

في انبثاقة الفجر

بين الـــرِقادِ وبيـــن اليقظــــــة انبثقـــت     من ذكــــريـــــاتي أطيــــافٌ وأشباحُ

رفــــافة الظــــل مِعطــــارٌ مواكبـــــــها       وأطـــــيب الـــــذكر رفـــافٌ وفيـــــاحُ

قد رنحت خاطري الوسنان ســــــورتها      كأنمــــا لعـــــبت فـــي رأســي الراحُ

فمــــلء نفســـــي أحـــــلامٌ معـــــردةٌ      ومــــلء قلبـــــي من الأشواقِ أفراح

رفت على خاطري النشــــوان زاهيــةً      يزجي بها من طيوف الشعــر مِمـــراحُ

كأنهـــا فــــي خضــــــم الحب جاريــةٌ      مسحــــورةٌ، وكــــأن الشــوقَ مَـــلاح

فهزني وحيها المنسابُ فانطلقــــــت      مشــــاعرٌ بالـــــذي أهـــواه مسمـــاح

فحــــاولت أشرح أشواقي فتعتعــني      همس النُعاسِ . وهذي الحال إفصاحُ

فالنـــوم أثقــــلَ أجفــاني وأنعشنــي      ما قــــد ألـــــم وخيــــط الصبحِ لماحُ

فهـــب من رغباتـــي كــــل منكتـــــمٍ       يســـري فينســـاب أو يطغى فيجتاح

* * *

قد كان ذلـــــك حلمــــاً أمّنــي ومضــى     إنــــي إلــــى آلـــه الممــدود أرتاح

* * *

شاعر القصيدة : إبراهيم يعقوب عوبديا (1920 – 2007) يهودي عراقي، ولد في مدينة البصرة، وعاش في العراق إلى أن هاجر إلى إسرائيل (1950) .

  • القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (11 بيتاً) ، وهي من (بحر البسيط) .
  • يتسم ما اختاره المعجم من قصائد هذا الشاعر بصفتين واضحتين: الاهتمام بالجوانب النفسية، والعناية بمفردات اللغة (المهجورة) أحياناً .
  • في هذه القصيدة يتعقب لحظة انبثاق الرؤية الشعرية في وجدانه، من حيث التوقيت، والتدرج في نمو التجربة ، واكتمال الصحو باكتمال القصيدة .
  • هذه المراحل التي صور من خلالها كيف انبثقت القصيدة مع انبثاق الفجر، وكيف اكتملت، يتوافق وما كشف عنه علم النفس – عند جيمس فرويد خاصة – فيما يتعلق بالإبداع ، وقد يتوافق أيضاً مع ما ذكر “صلاح عبد الصبور” في كتابه “حياتي في الشعر”؛ إذ ربط بين (وارد) القصيدة، و(وارد) التصوف، من حيث يقظة الإحساس على مهل ، لينمو، فيتمكن ، فيتجوهر، ويتموسق، ويتشكل لتكون القصيدة ، أو تبلغ حالة (الوجد) مداها لتعقبها حالة من الراحة النفسية ، والتوازن الشعوري .      

 

* * *

  التوثيق : المعجم – المجلد الأول ص 477.

 

 

اترك تعليقاً