قصيدة : دموع في الليل – 20 سبتمبر 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين (118)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
المفكر عاشقاً ..
دموع في الليل
درر علـــى خـــدي وفي أهدابــي .. يا ليــــل تلمـــع مثــل نجم خابـي
فارفــــق بنا يا ليل واستر دمعـــةً .. لا تستبــــاح لشــــامـــت عيــــاب
يا ليـــل كـــــم أرقت فيك ضحيـــة .. تجنـــي علي خواطري وحسابي
أيام أودعــــت الظبــــاء مخيــــــراً .. قلبــــاً نقيـــــا لــــم يقــــع بتـراب
فسفكنا من دمه العزيز وقلن لي .. بـــدم الهـــوى نزوان لا بخضــــاب
أتضمهـــم يا ليل حين تضمنــي ؟ .. ويهـــزهم يـــا ليــــل ذكر ذهابي
أم أنهـــم يا ليل قد جحدوا هـوى .. عاشـــوا بــه حيناً وراح صــــوابي
فاذكر لهم يا ليل إن طال النــوى .. شعــــري، ونجواي لهـــم وعتابي
وبحقنـــا يـــا ليــل، فلتحمل لهم .. إن شاءلوا عني النجوم، جـــوابي
بين القلوب وبين تقلـــيب المنى .. أنفقــــت عمــــراً أين منه شبابي
وسطرت تاريخ الشباب فلم أجـد .. إلا دمـــوعـــــا في سطور كتابي
* * *
شاعر القصيدة : الصحافي / المحلل السياسي أحمد بهاء الدين (1927 – 1996) ولد في الإسكندرية ، وتوفي في القاهرة . رأس تحرير مجلة (صباح الخير) الصادرة عن مؤسسة روز اليوسف، كما رأس تحرير مجلة (العربي) الكويتية .
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (11 بيتاً) ، وهي من (بحر الكامل) .
• شعره في المعجم قليل ، وقصائده قصيرة أو متوسطة الطول، ومعجمه اللغوي قريب ، وكذلك صوره المحملة بعواطفه . وقديماً أشار النقاد إلى (شعر العلماء) الذي يتميز – عادة – بلغته المباشرة، وأخيلته القريبة، وموسيقاه المألوفة أو تكاد.
• وهذا ما نجده في أشعار أحمد بهاء الدين، الذي ذاع صيته عبر تحليلاته السياسية العميقة ، وقدرته الحجاجية المقنعة، وملكته في الكتابة النثرية [ المقالة السياسية ] بصفة خاصة .
• أما القصائد الثلاث التي ضمنها المعجم ، ما أورد من سيرته ، فجميعها في الغزل ، وهي بعنوان : “للصبر في يأسه مصرع ” و ” أمل في القلب” إلى جانب القطعة السابقة .
• هذه القطع الثلاث ترتبط بزمن عواطفه المبكرة تجاه المرأة ، ومن ثم – لم يكن تخرج في الجامعة ، وهو دون العشرين فحسب ، فقد كان شاعراً عاشقاً في ذات الوقت أيضاً .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الثاني – ص 476.
