العقل .. والخُلُق – 25 سبتمبر 2021

العقل .. والخُلُق – 25 سبتمبر 2021

1- اللؤلؤة : العقل .. والخُلُقْ !!
” تنتقل الاكتشافات العقلية بالسهولة من أمة إلى أخرى ، أما آثار الخُلق فلا تتعدى أمتها، لأنها العناصر الأساسية الثابتة التي يتميز بها المزاج العقلي في كل أمة راقية . ومن هنا كانت الاكتشافات العقلية ملكاً شائعاً للإنسان أنا وُجد . أما آثار خُلُق كل أمة – طيبة كانت أو رديئة – فخاصة بالأمة التي هي فيها . ومثل الخُلُق مثل الصخرة ، لا تؤثر فيها الأمواج على تعاقب الأيام إلا قليلاً في حافتها، والخُلُقْ شبيه بالعنصر الثابت لكل نوع من أنواع الكائنات : كمسبح الأسماك ، ومنقار الطير ، وسن الحيوان المفترس .
… خُلُق كل أمة هو علة تطورها في حياتها، وهو الذي يقرر مستقبلها .. “
2- المحــارة :
– هذا الاقتباس مثير ، وبقدر ما يحمل من دوافع الاطمئنان إلى مستقبلنا (المصري الخاص – والعربي العام) – يحمل درجة من التخوف والقلق !!
– ذلك لأنه على افتراض سهولة أو إمكانية انتقال الاكتشافات العلمية، إذا توفرت الاستطاعة عند المستقبِل ، تبدو صعوبة أو استحالة اقتناص أو اقتباس أخلاقيات الأمم التي تبدو أكثر تحضراً، والتزاماً بالقيم الإنسانية، وانصياعاً للقوانين العامة المنظمة للحياة المشتركة ، وهذا هو الجانب المؤلم في عملية : التأثير والتأثر .
– لست من أهل – ولا من دعاة – (جلد الذات) بأية درجة ، ولكن سيكون من الغفلة ألا نفطن لأنواع القصور الخُلقي/السلوكي في حياتنا المشتركة، ونزعاتنا الفردية .
– وقد نٌسب إلى الإمام محمد عبده (توفي 1905) أنه قال : “رأيت في أوروبا إسلاما بلا مسلمين” وهذه العبارة مشكلة ، وتستفز التفكير ، وتحتاج إلى تعليل فلسفي حقيقي ، وليس وعظاً دينياً ، أو تحسراً وندباً للتنفيس عن شحنة القلق المختزنة في الوجدان الثقافي العام .
– على أن أخلاق الغرب لا تسلم من تناقض ، وهنا أستدعي عنوان كتاب ” الإنجليز في بلادهم ” لحافظ عفيفي باشا ، والطريف أن أخلاق الإنجليز (في بلادهم) كانت نقيضاً لأخلاق الإنجليز (في بلادنا) كما في الهند أو جنوب أفريقيا .
– فهل المكونات الخلقية – لأية أمة – ناتج طبائع البيئة، وإمكانات المعايشة، أم ناتج تاريخ هذه الأمة وممارساتها السياسية ؟
– هذه قضية تستحق أن نفكر فيها طويلاً ..
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب : ” سر تطور الأمم ” تأليف : جوستاف لوبون – ترجمة : أحمد فتحي زغلول باشا – المشروع القومي للترجمة – 2006 – ص 34 ، 35 .

اترك تعليقاً