الفرق بين البشر .. والنمل !! – 2 أكتوبر 2021
1- اللؤلؤة : الفرق بين البشر .. والنمل !!
” في كل الأحياء الاجتماعية، بما فيها الإنسان – يوجد للتعاون والإتحاد في المجموع، بعض الأصل في الغريزة – وهذا موجود بأكمل صورة في (النمل والنحل) – وهي المخلوقات التي يبدو أنها لا تتعرض أبداً لإغراء الإتيان بتصرفات لا اجتماعية – ولا تنحرف أبداً عن الولاء الثابت للعش أو الخلية. ولنا أن نشعر بالإعجاب – إلى حد ما – بهذا الولاء نحو الواجب العام. ولكن ، لا ريب أن لهذا سلبياته، فالنمل والنحل مخلوقات لا تنتج أعمالاً فنية عظيمة – ولا تقوم باكتشافات علمية، ولا تؤسس ديانات تنادي بالأخوة بين كل النمل، فحياتهم الاجتماعية آلية، محددة، وثابتة. ونحن نرغب في أن يكون للحياة البشرية عنصر التمرد، إذا كان هذا يساعد على تحاشي مثل هذا الركود التطوري “
2- المحــارة :
– لابد أن يلفتنا الربط بين الاكتشاف العلمي، والإبداع الفني، والتمرد. فهذا الاكتشاف – في ذاته – خارق للطبيعة، يوظفها ويضيف إليها، وهذا الإبداع متجاوز للطبيعة، يستمد عناصرها، ويركب منها بناءً جمالياً مؤثراً وملهماً، وإذاً فإن التمرد أصل من أصول الوجود الإنساني، بقدر ما أن (القطيع) وعقلية القطيع، وسلوك القطيع، وسلبية القطيع إحدى علامات الجمود والثبات على ذات النسق لدى طوائف الحيوان والحشرات .
– أذكر قصة قصيرة لأستاذي الأديب محمد عبد الحليم عبدالله (رحمه الله)، أظنها في مجموعته الأولى “النافذة الغربية”، وفيها تبدي الثيران وجعها لثقل النير، الذي يوضع فوق أعناقها لتجر المحراث، فاشتكت إلى كبيرها، الذي أبدى عجزه عن تغيير الواقع المستمر ، محولاً المسؤولية إلى الثور الأول، الذي رضي أن يخفض رأسه، ويحمل النير !!
-ولعلي عبرت في غير مكان عن نوع من العتب المتألم تجاه ثلاثة أنواع من الحيوان بصفة خاصة: الكلب، والحصان ، والثور .. فقد كان ثلاثتهم يعيشون في الغابة، أحراراً لهم هيبة، ومقام، إلى أن استؤنس الكلب ، ورضي بالدونية، ليعيش على أعتاب البيوت، وتدهور حال الحصان – كما في قصيدة أمل دنقل الرائعة – من عظمة الحرية إلى جر عربات الكارو لعربجي فدم، لا يعرف قدره، وهذا ما نجده ماثلاً في ثور (كليلة ودمنة) ومن قبله في (عجل آبيس) إلى أن نشتري منه وهو معلق في خطاطيف محلات الجزارة .
-بارك الله في التمرد، وعليه العوض إذا تحول إلى الرضى بالممكن ..
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب : ” السلطة والفرد ” تأليف : برتراند راسل – ترجمة : الدكتورة لطفية عاشور – سلسلة : الألف كتاب الثاني – 1994 – ص 16 .